والمشكلة أنهم يحسبون أنهم مهتدون، ولو كان يعلم أنه ضال لرُجي منه أن يرجع
إلى الحق، ولكنهم يحسبون أنهم مهتدون، ويحسبون ما حصل كرامة لهم«نَتِيجَةُ إيمَانِهِمْ وَوِلاَيَتِهِمْ
لِلَّهِ تَعَالَى»، وهي بالعكس.
قوله: «وَأَنَّهَا عَلاَمَةٌ
وَدَلاَلَةٌ عَلَى إيمَانِهِمْ وَوِلاَيَتِهِمْ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ». العلامة
على الإيمان ليست حصول الخارق فقط، وإما العلامة على الإيمان الامتثال لأوامر
الله، والعمل بطاعة الله عز وجل، أما مجرد الخارق، فهذا قد يكون من الشيطان، وهو
نتيجة الكفر، فليس مجرد حصول الخارق يدل على الولاية. وهذه مقالة القبوريين
يقولون: هذه الكرامات. مع أنها ما ثبتت، وإنما حكايات يتناقلونها، ومنامات،
وخرافات، وحتى لو ثبتت فهي نتيجة للكفر والشرك والعياذ بالله، وهي من عمل الشيطان.
قوله: «وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ
عِنْدَهُ فُرْقَانٌ بَيْنَ أَوْلِيَاءِ الرَّحْمَنِ وَأَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ».
هذا الذي يغتر بالخوارق ليس عنده فرقان بين ما هو من الكرامات، وما هو من خوارق
الشيطان، لا يستطيع أن يميز بينها، وأكثر الناس كذلك.
قوله: «كَمَا قَدْ تَكَلَّمْنَا عَلَى
ذَلِكَ فِي مَسْأَلَةِ «الْفَرْقَان بَيْنَ أَوْلِيَاءِ الرَّحْمَنِ وَأَوْلِيَاءِ
الشَّيْطَانِ»». وهذا كتاب عظيم للشيخ اسمه: «الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان»، وهو كتاب نفيس جدًّا،
وهو في مضمون هذا الكلام الذي مر، وقد لخصه تقريبًا، والتفصيل في ذلك الكتاب، ذكر
فيه من أنواع الكرامات، وما جرى على يد الأولياء من أنواع الكرامات الشيء الكثير،
وذكر من أنواع الخوارق الشيطانية الشيء الكثير، وله كتاب آخر مختصر اسمه: «قاعدة في المعجزات والكرامات».
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد