قوله: «وَلَمْ يُعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ
الأَْحْوَالَ الَّتِي جَعَلَهَا دَلِيلاً عَلَى الْوِلاَيَةِ تَكُونُ لِلْكُفَّارِ
- مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ - أَعْظَمَ مِمَّا تَكُونُ
لِلْمُنْتَسِبِينَ إلَى الإِْسْلاَمِ». كما سبق، قد تجري لبعض الفساق
والملاحدة من الخوارق أشد مما عند هؤلاء المنتسبين للإسلام، ومع هذا هم أعداء الله
جل وعلا، وهم أولياء الشيطان.
قوله: «وَالدَّلِيلُ مُسْتَلْزِمٌ
لِلْمَدْلُولِ مُخْتَصٌّ بِهِ لاَ يُوجَدُ بِدُونِ مَدْلُولِهِ». فدليل
الولاية الآية الكريمة: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾، هذا الدليل القاطع الذي لا خفاء فيه أبدًا.
قوله: «وَأَوْلِيَاءُ اللَّهِ هُمْ
الْمُؤْمِنُونَ الْمُتَّقُونَ». أولياء الله هم المؤمنون المتقون؛ أخذًا من
القرآن لا من الخلافات والحكايات والمخاريق، قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾ [يونس: 63] قوله: «وَكَرَامَاتُهُمْ ثَمَرَةُ إيمَانِهِمْ وَتَقْوَاهُمْ». أما أولئك،
فخرافاتهم ومخاريقهم ثمرة كفرهم وشركهم بالله عز وجل.
قوله: «وَأَكَابِرُ الأَْوْلِيَاءِ
إنَّمَا يَسْتَعْمِلُونَ هَذِهِ الْكَرَامَاتِ بِحُجَّةِ لِلدِّينِ أَوْ لِحَاجَةِ
لِلْمُسْلِمِينَ». هذا هو الفارق:
أولاً: أن الكرامة تكون نتيجة الإيمان والتقوى، وخارق الشيطان يكون نتيجة الكفر
والطغيان.
ثانيًا: أن أولياء الله لا يغترون بهذه الكرامات، ولا يتكبرون بها، بل تزيدهم
تواضعًا وشكرًا لله عز وجل وعبادة، ولا يقولون: نحن وصلنا ويتركون العبادة، بل
تزيدهم عبادة لله، وخوفًا من الله عز وجل، فيستعينون بالكرامات على طاعة الله عز
وجل ونفع العباد.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد