وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ
فِي الْقُرْآنِ: يَنْهَى أَنْ يُدْعَى غَيْرُ اللَّهِ لاَ مِنْ الْمَلاَئِكَةِ
وَلاَ الأَْنْبِيَاءِ وَلاَ غَيْرِهِمْ؛ فَإِنَّ هَذَا شِرْكٌ أَوْ ذَرِيعَةٌ إلَى
الشِّرْكِ؛ بِخِلاَفِ مَا يُطْلَبُ مِنْ أَحَدِهِمْ فِي حَيَاتِهِ مِنْ الدُّعَاءِ
وَالشَّفَاعَةِ فَإِنَّهُ لاَ يُفْضِي إلَى ذَلِكَ.
**********
الشرح
قوله: «وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ فِي
الْقُرْآنِ». مثل هذه الآيات التي تبطل الشرك وترد على أصحابه كثيرة في القرآن
لمن تدبره وعقله، لكن هؤلاء لا يتدبرون القرآن، كأن القرآن يخاطب غيرهم، يقرؤونه
ويحفظونه ولكن لا يتدبرونه، فيشركون بالله، والقرآن ينهى عن الشرك في كثير من
الآيات، ويرد الشبهات التي يتعلقون بها وهم لا يشعرون بذلك، فانظر للآية السابقة
كيف أبطلت الشرك من أصله من أربعة وجوه، وهم يقرؤونها ولا يقلعون عن الشرك وعبادة
القبور، ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ لأن قلوبهم عليها غطاء لا يصل إليها القرآن،
ولا يصل إليها العلم والنور.
قوله: «يَنْهَى أَنْ يُدْعَى غَيْرُ
اللَّهِ لاَ مِنْ الْمَلاَئِكَةِ وَلاَ الأَْنْبِيَاءِ وَلاَ غَيْرِهِمْ».
ينهى الله جل وعلا في القرآن أن يُدعى غيره: لا من الملائكة، ولا من الرسل
والأنبياء، ولا من الصالحين، ولا من الجن والإنس، ولا من الأصنام والأوثان، بل
القرآن كله يأمر بإفراد الله جل وعلا بالعبادة، والدعاء، والخوف، والرجاء،
والتضرع، وجميع أنواع العبادة.
قوله: «فَإِنَّ هَذَا شِرْكٌ أَوْ
ذَرِيعَةٌ إلَى الشِّرْكِ». هذا شرك بالله إذا طلبت الحاجة من غير الله؛ من
الميت سواء كان نبيًّا أو من الصالحين، فالميت لا يقدر على شيء، أو طُلبت الغائب؛
لأنه لا يقدر على شيء
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد