وهو غائب، ولا يسمع دعاء
من دعا، قال تعالى: ﴿إِن تَدۡعُوهُمۡ
لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ﴾ [فاطر: 14]؛ لأنكم
تطلبون منهم ما لا يستطيعونه.
ففي القرآن آيات كثيرة تنهى عن الشرك، وتأمر بالتوحيد وإخلاص العبادة لله
عز وجل، ومع هذا هم يصرون على شركهم، ويقولون: هذا ليس بشرك، هذا توسل وطلب
للشفاعة، وغير ذلك من الشبهات.
قوله: «فَإِنَّ هَذَا شِرْكٌ أَوْ
ذَرِيعَةٌ إلَى الشِّرْكِ». إذا طلب من المخلوق أن يتوسط لقضاء حاجته عند
الله، فهذا شرك أو ذريعة إلى الشرك.
قوله: «بِخِلاَفِ مَا يُطْلَبُ مِنْ أَحَدِهِمْ فِي حَيَاتِهِ مِنْ الدُّعَاءِ وَالشَّفَاعَةِ». أما الحي الحاضر فلا مانع أن تطلب منه ما يقدر عليه، فتقول: يا فلان أعطني، أقرضني من المال، يا فلان ابنِ معي هذا الجدار، احمل معي هذا المتاع، لا مانع من ذلك؛ لأنه يقدر عليه، فتطلب من المخلوق الحي الحاضر عندك، أو تقول: يا فلان ادع الله لي. فيدعو الله لك، كما كان الصحابة يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لهم بالمطر والسقيا، ويدعو الله لهم حاجاتهم، ويدعو الله لهم بالنصر، فلا مانع أن تطلب من الحي الحاضر الدعاء، أما الميت فلا تطلب منه شيئًا لا دعاء ولا غيره، ولم يكن الصحابة رضي الله عنهم يذهبون إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون: يا رسول الله: ادع الله أن يغيثنا، ادع الله كذا، بل لما أجدبوا في عهد عمر لم يذهبوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما صلوا صلاة الاستسقاء، وقال عمر للعباس رضي الله عنهما عم النبي صلى الله عليه وسلم: «قم يا عباس فادع الله» ([1]). فطلب من قرابة النبي صلى الله عليه وسلم وهو عمه؛ لأنه حاضر
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1010).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد