يدخل الجنة من هذه الأمة سبعون ألفًا بغير حساب ولا عذاب، ثم ذكر صفاتهم
التي بها استحقوا هذه المنزلة العظيمة عند الله سبحانه وتعالى، فقال: «هُمْ الَّذِينَ لاَ يسترقون وَلاَ يَكْتَوُونَ
وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ».
قوله: «لاَ يسترقون»، أي: لا يطلبون
الرقية من غيرهم، والرقية هي: القراءة على المريض، فهم لا يطلبونها استغناءً عن
الناس، فيرقون أنفسهم، ولا يطلبون من أحد أن يرقيهم، والله قريب مجيب، والرقية من
القرآن والأدعية المشروعة، وهذا الكل يحسنه، فتقرأ الفاتحة، وتقرأ سورة الإخلاص،
وتقرأ المعوذتين ﴿قُلۡ أَعُوذُ
بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ﴾ [الفلق: 1]، ﴿قُلۡ
أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ﴾ [الناس: 1]، تقرؤها على نفسك أو على غيرك مع الاستعاذة
بالله من شر ما خلق، والأدعية الواردة في الرقية، فهذا لا تحتاج أنك تسأل الناس،
بل أنت تفعله وتستغني عن الناس، والله قريب مجيب.
فالذين توسعوا في الرقية، وصاروا يطلبونها حتى من غير أهلها، فيطلبونها من
المشعوذين والدجالين والسحرة الذين يدعون أنهم يعالجون الناس، وهم بين أمرين:
الأمر الأول: إما أن غرضهم من ذلك إفساد عقائد الناس بأن يأمروهم
بالذبح لغير الله، ودعاء غير الله، وإما أن قصدهم ابتزاز أموال الناس، وهذا هو
الأغلب، فأخذوا يتاجرون بالرقية، ويفتحون المحال للرقية، وينظمون المكاتب، وصارت
الرقية حرفة امتهنوها وجعلوها للدنيا، مع أنها قربة إلى الله، ونفع للمسلمين، فلا
ينبغي أن تُجعل لطلب الدنيا.
الأمر الثاني: أغلب من يتخذ الرقية مهنة هم من السحرة
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد