كالاسترقاء والكي.
قوله: «وَالرُّقْيَةُ مِنْ جِنْسِ
الدُّعَاءِ فَلاَ يَطْلُبُونَ مِنْ أَحَدٍ ذَلِكَ». لا يطلبون من أحد أن يدعو
الله لهم، بل يدعو الله بأنفسهم، والدعاء أعظم أنواع العبادة، لماذا تقول لغيرك:
ادع الله لي. ولا تدعو أنت مع أنه أعظم أنواع العبادة؟!
قوله: «وَقَدْ رُوِيَ فِيهِ: «وَلاَ
يَرْقُونَ» وَهُوَ غَلَطٌ». هذه الرواية ليست صحيحة؛ لأن النبي صلى الله عليه
وسلم رقى بعض المرضى، ورقى نفسه بالمعوذتين ([1])، ورقاه جبريل عليه
السلام ([2]). فرواية «وَلاَ يَرْقُونَ»غلط، والصحيح والصواب: «لاَ يَسْتَرْقُونَ»، فلا محظور في أن
يرقوا وإنما المحظور في الاسترقاء.
قوله: «فَإِنَّ رقياهم لِغَيْرِهِمْ
وَلأَِنْفُسِهِمْ حَسَنَةٌ». نعم هي حسنة وعبادة لله عز وجل، فكيف يمدحون بترك
الدعاء؟ وكيف يمدحون بترك نفع الناس؟ هذا يدل على أن الرواية غير صحيحة.
قوله: «وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم يَرْقِي نَفْسَهُ وَغَيْرَهُ وَلَمْ يَكُنْ يَسْتَرْقِي». كان صلى
الله عليه وسلم يرقي نفسه، فيقرأ على نفسه، وكان يرقي غيره من المرضى، فكيف يفعل
شيئًا لا يجوز؟ أما لو جاء الراقي، وقرأ عليك دون أن تطلب منه، فلا بأس بذلك، ولا
يدخل في الكراهة.
قوله: «فَإِنَّ رُقْيَتَهُ نَفْسَهُ وَغَيْرَهُ مِنْ جِنْسِ الدُّعَاءِ لِنَفْسِهِ وَلِغَيْرِهِ وَهَذَا مَأْمُورٌ بِهِ». الإنسان مأمور أن يدعو لنفسه ولغيره، قال تعالى: ﴿يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5735)، ومسلم رقم (2192).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد