وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ
جِبْرِيلَ قَالَ: هَلْ لَك مِنْ حَاجَةٍ؟ قَالَ: «أَمَّا إلَيْك فَلاَ» وَقَدْ
ذَكَرَ هَذَا الإِْمَامُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ ([1]).
وَأَمَّا
سُؤَالُ الْخَلِيلِ لِرَبِّهِ عز وجل فَهَذَا مَذْكُورٌ فِي الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ
مَوْضِعٍ فَكَيْفَ يَقُولُ: «حَسْبِي مِنْ سُؤَالِي عِلْمُهُ بِحَالِي» وَاَللَّهُ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وَقَدْ أَمَرَ الْعِبَادَ بِأَنْ يَعْبُدُوهُ
وَيَتَوَكَّلُوا عَلَيْهِ وَيَسْأَلُوهُ لأَِنَّهُ سُبْحَانَهُ جَعَلَ هَذِهِ
الأُْمُورَ أَسْبَابًا لِمَا يُرَتِّبُهُ عَلَيْهَا مِنْ إثَابَةِ الْعَابِدِينَ
وَإِجَابَةِ السَّائِلِينَ.
وَهُوَ
سُبْحَانَهُ يَعْلَمُ الأَْشْيَاءَ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ فَعِلْمُهُ بِأَنَّ
هَذَا مُحْتَاجٌ أَوْ هَذَا مُذْنِبٌ لاَ يُنَافِي أَنْ يَأْمُرَ هَذَا
بِالتَّوْبَةِ وَالاِسْتِغْفَارِ وَيَأْمُرَ هَذَا بِالدُّعَاءِ وَغَيْرِهِ مِنْ
الأَْسْبَابِ الَّتِي تُقْضَى بِهَا حَاجَتُهُ كَمَا يَأْمُرُ هَذَا
بِالْعِبَادَةِ وَالطَّاعَةِ الَّتِي بِهَا يَنَالُ كَرَامَتَهُ.
وَلَكِنَّ
الْعَبْدَ قَدْ يَكُونُ مَأْمُورًا فِي بَعْضِ الأَْوْقَاتِ بِمَا هُوَ أَفْضَلُ
مِنْ الدُّعَاءِ كَمَا رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ: «مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ
مَسْأَلَتِي أَعْطَيْته أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ» ([2]).
وَفِي
التِّرْمِذِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ شَغَلَهُ
قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ عَنْ ذِكْرِي وَمَسْأَلَتِي أَعْطَيْته أَفْضَلَ مَا أُعْطِي
السَّائِلِينَ» ([3]) قَالَ
التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
**********
الشرح
قوله: «وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ جِبْرِيلَ قَالَ: هَلْ لَك مِنْ حَاجَةٍ؟...». الذي ورد أن جبريل اعترض لإبراهيم وهو في الهواء حين قذفوه في النار،
([1]) أخرجه: ابن جرير الطبري في تفسيره (18/ 467).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد