×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

سَاجِدًا» ([1]). لأن محل القراءة هو القيام، فلا يُجعل الدعاء في القيام، والقراءة في الركوع والسجود، هذا عكس ما أمر الله به، ولا تصح الصلاة بهذا.

قوله: «كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو فِي آخِرِ الصَّلاَةِ وَيَأْمُرُ بِذَلِكَ». قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ» ([2]). وقال صلى الله عليه وسلم: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ، وَهُوَ سَاجِدٌ» ([3]). وقال صلى الله عليه وسلم: «فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عز وجل، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ ([4]) أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ» ([5]).

قوله: «وَإِنْ كَانَ جِنْسُ الْقِرَاءَةِ وَالذِّكْرِ أَفْضَلَ». الجمع بين القراءة والدعاء في القيام لا بأس به، وإما الممنوع الاقتصار على الدعاء وترك القراءة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ ويسأل عند آية الرحمة ويستعيذ به عند آية العذاب.

وفي الركوع الأفضل أن يقتصر الإنسان على التسبيح، فيقول: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ» ويكررها، وإذا دعا في الركوع فلا بأس، ولكن الدعاء في السجود أفضل من الدعاء في الركوع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ».

قوله: «فَالْمَقْصُودُ أَنَّ سُؤَالَ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ السُّؤَالَ الْمَشْرُوعَ حَسَنٌ مَأْمُورٌ بِهِ».


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (480).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (588).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (482).

([4])  قمن: أي: خليق وجدير. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (4/ 111).

([5])  أخرجه: مسلم رقم (479).