وَقَالَ تَعَالَى: ﴿فَكُلُواْ مِنۡهَا
وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ﴾ [الحج: 36]،
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: «إنَّ أَحَدَكُمْ لَيَسْأَلُنِي الْمَسْأَلَةَ فَيَخْرُجُ
بِهَا يَتَأَبَّطُهَا نَارًا» ([1]). وَقَوْله:
«اقْطَعُوا عَنِّي لِسَانَ هَذَا» ([2]).
**********
الشرح
قوله تعالى ﴿فَكُلُواْ مِنۡهَا
وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ﴾. لحوم الهدي في
الحج أمر الله أن تكون ثلاثة أقسام:
الأول: لحوم هدي النسك، وهو التمتع والقران، فللمهدي أن يأكل منها، وهذه سنة، وقد
أكل النبي صلى الله عليه وسلم من هديه ([3]).
الثاني: لحوم هدي الجيران الذي يُذبح جبرانًا لترك واجب، أو فعل محظور، فلا يجوز
للمُهدي أن يأكل منه؛ لأنه كفارة.
الثالث: لحوم هدي التطوع، فهي مثل لحوم هدي التمتع والقران، فله أن يأكل منها.
قوله ﴿وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ﴾ [الحج: 36]، قيل: القانع: الفقير الذي لا يسأل، والمعتر: هو الذي يسأل، وقيل العكس ([4]). المهم أن لحم الهدي - هدي التطوع، أو هدي التمتع والقران - يُستحب أن يأكل منه ولا يتركه؛ لأن هذا من العمل بالسنة والعبادة، وأن يطعم منه، فلا يأكله كله، ولا يتصدق به كله، وإنما يقسمه بين نفسه وأضيافه والمحتاجين.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (11004)، والبيهقي في الشعب رقم (8707).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد