وَالدُّعَاءُ جَزَاءٌ
كَمَا فِي الْحَدِيثِ: «مَنْ أَسْدَى إلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ
لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ بِهِ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ
قَدْ كَافَأْتُمُوهُ» ([1]).
وَكَانَتْ
عَائِشَةُ إذَا أَرْسَلَتْ إلَى قَوْمٍ بِصَدَقَةِ تَقُولُ لِلرَّسُولِ: «اسْمَعْ
مَا يَدْعُونَ بِهِ لَنَا حَتَّى نَدْعُوَ لَهُمْ بِمِثْلِ مَا دَعَوْا لَنَا
وَيَبْقَى أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ».
وَقَالَ
بَعْضُ السَّلَفِ: «إذَا قَالَ لَك السَّائِلُ: بَارَكَ اللَّهُ فِيك فَقُلْ:
وَفِيك بَارَكَ اللَّهُ» ([2]).
**********
الشرح
قوله صلى الله عليه وسلم: «فَادْعُوا
لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ». جعل صلى الله عليه وسلم
الدعاء مكافأة على الإحسان، فلا ينبغي للمحسن أن يتطلع إلى الدعاء، أو يطلب الدعاء
من المحسن إليه؛ لأن هذا نقص في الإخلاص لله عز وجل.
وقول عائشة رضي الله عنها: «اسْمَعْ مَا يَدْعُونَ بِهِ لَنَا حَتَّى نَدْعُوَ لَهُمْ بِمِثْلِ مَا دَعَوْا لَنَا وَيَبْقَى أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ». عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كانت تحسن إلى الناس، ولا تريد الدعاء منهم، فإذا دعوا لها، فإنها تدعو لهم مقابل دعائهم؛ لئلا يبقى لهم منَّة، ولهذا كانت توصي مندوبها بالصدقة، أن يستمع ما يقولون، فإذا دعوا لها دعت لهم بمثله من أجل المقابلة، فهذا من الإخلاص لله عز وجل.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1672)، والنسائي رقم (2567) أحمد رقم (5365).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد