×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

الميراث: «الولاء عصوبة سببها نعمة المعتق على رقيقه بالعتق». فدل على أن الإعتاق نعمة ينعم بها السيد على مملوكه، وهذه منَّة الرسول صلى الله عليه وسلم على زيد بن حارثة رضي الله عنهما مولاه بالعتق.

قوله: «وَعَلِيٌّ كَانَ فِي عِيَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم... فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا إلَى عِيَالِهِ وَأَخَذَ الْعَبَّاسُ جَعْفَرًا إلَى عِيَالِهِ». جاء في الأثر: «أَنَّ قُرَيْشًا أَصَابَتْهُمْ أَزْمَةٌ شَدِيدَةٌ، وَكَانَ أَبُو طَالِبٍ ذَا عِيَالٍ كَثِيرَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلْعَبَّاسِ عَمِّهِ وَكَانَ مِنْ أَيْسَرِ بَنِي هَاشِمٍ: يَا عَبَّاسُ إِنَّ أَخَاكَ أَبَا طَالِبٍ كَثِيرُ الْعِيَالِ، وَقَدْ أَصَابَ النَّاسَ مَا تَرَى مِنْ هَذِهِ الأَزْمَةِ فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ فَلْنُخَفِّفْ مِنْ عِيَالِهِ آخُذُ مِنْ بَنِيهِ رَجُلا وَتَأْخُذُ أَنْتَ رَجُلا فَنكفهما عَنْهُ، قَالَ الْعَبَّاسَ: نَعَمْ، فَانْطَلَقَا حَتَّى أَتِيَا أَبَا طَالِبٍ فَقَالا: إِنَّا نُرِيدُ أَنْ نُخَفِّفَ عَنْكَ مِنْ عِيَالِكَ حَتَّى يَنْكَشِفَ عَنِ النَّاسِ مَا هُمْ فِيهِ، وَقَالَ لَهُمَا أَبُو طَالِبٍ: إِذَا تَرَكْتُمَا لِي عُقَيْلا فَاصْنَعَا مَا شِئْتُمَا، وَيُقَالُ عَقِيلا وَطَالِبًا، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، وَأَخَذَ الْعَبَّاسُ جَعْفَرًا فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ عَلِيٌّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَعَثَهُ اللَّهُ نَبِيًّا فَاتَّبَعَهُ عَلِيٌّ وَآمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ، وَلَمْ يَزَلْ جَعْفَرٌ عِنْدَ الْعَبَّاسِ حَتَّى أَسْلَمَ وَاسْتَغْنَى عَنْهُ».

وقوله: «فِي عِيَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم » أي: في بيته وعائلته الذين يعولهم، وهو ليس من عيال النبي، إنما هو من عيال أبي طالب، جعله صلى الله عليه وسلم في بيته ينفق عليه، فصار للنبي صلى الله عليه وسلم له على عليٍّ منَّة أنه رباه في بيته وأنفق عليه وعلمه.

قوله: «وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ الصِّدِّيقَ كَانَ أَمَنَّ النَّاسِ... لِكَوْنِهِ كَانَ يُنْفِقُ مَالَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَاشْتِرَائِهِ الْمُعَذَّبِينَ». أبو بكر رضي الله عنه كان أمنَّ الناس على الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه وبماله كما سبق، ومن منته بماله: أنه 


الشرح