فَهُوَ
أَفْضَلُ صَدِيقٍ لأَِفْضَلِ نَبِيٍّ وَكَانَ مِنْ كَمَالِهِ أَنَّهُ لاَ يَعْمَلُ
مَا يَعْمَلُهُ إلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَْعْلَى لاَ يَطْلُبُ جَزَاءً
مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْخَلْقِ لاَ الْمَلاَئِكَةِ وَلاَ الأَْنْبِيَاءِ وَلاَ
غَيْرِهِمْ. وَمِنْ الْجَزَاءِ أَنْ يَطْلُبَ الدُّعَاءَ قَالَ تَعَالَى عَمَّنْ
أَثْنَى عَلَيْهِمْ: ﴿إِنَّمَا
نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءٗ وَلَا شُكُورًا﴾ [الإنسان: 9].
**********
الشرح
قوله: «فَهُوَ أَفْضَلُ صَدِيقٍ
لأَِفْضَلِ نَبِيٍّ». أبو بكر رضي الله عنه هو صدِّيق الأمة؛ لذلك يُلقب
بالصدِّيق، والصدِّيق: هو كثير الصدق، كما قال صلى الله عليه وسلم: «وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ
وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا» ([1]). فأبو بكر رضي الله
عنه صديق عند الله ورسوله كثير الصدق، ولم يُجرب عليه كذب أبدًا، صدَّق الله
ورسوله رضي الله عنه، قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِي
جَآءَ بِٱلصِّدۡقِ﴾ [الزمر: 33].
هو الرسول صلى الله عليه وسلم ﴿وَصَدَّقَ
بِهِۦٓ﴾ هو أبو بكر ﴿أُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ﴾ [الزمر: 33]، فأبو بكر رضي الله عنه في مقدمة المصدقين
للرسول صلى الله عليه وسلم.
قوله: «وَكَانَ مِنْ كَمَالِهِ أَنَّهُ
لاَ يَعْمَلُ مَا يَعْمَلُهُ إلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَْعْلَى لاَ
يَطْلُبُ جَزَاءً مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْخَلْقِ». كان الصديق رضي الله عنه لا
يعمل ما يعمله من الأعمال الجليلة إلا طلبًا لرضى الله سبحانه وتعالى، لا يريد من
الناس شيئًا، إنما يطلب جزاء من الله وحده.
قوله: «وَمِنْ الْجَزَاءِ أَنْ يَطْلُبَ الدُّعَاءَ». هذا هو وجه الكراهية أنك تطلب الجزاء من الناس بالدعاء، فإذا أحسنت إليهم تقول: ادعوا لي، أو تحسن إليهم بقصد أن يدعوا لك، فهذا مكروه، والذي ينبغي أن
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6094)، ومسلم رقم (2607).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد