×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

«مَبْنِيٌّ عَلَى أَصْلَيْنِ»: الإخلاص لله، والمتابعة للرسول، فالإخلاص لله ينفي الشرك، والمتابعة للرسول تنفي البدعة؛ لأنه لا يُعبد الله إلا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.

قوله: «وَأَنْ نَعْبُدَهُ بِمَا شَرَعَهُ مِنْ الدِّينِ». فلا نبعده بأهوائنا، ولا بإحداثات فلان أو علان، وإنما بما شرعه الله، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، وقال: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2])، وهذا كما في قوله تعالى: ﴿بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ [البقرة: 112]، ﴿أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ هذا الإخلاص ﴿وَهُوَ مُحۡسِنٞ متبع للرسول صلى الله عليه وسلم.

فالإسلام في عهد كل نبي مبني على أصلين: الإخلاص لله، والمتابعة لذلك الرسول الذي في وقته.

قوله: «فَيُعْبَدُ فِي كُلِّ زَمَانٍ بِمَا أَمَرَ بِهِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ». فإذا نُسخ يتحول منه إلى الناسخ.

قوله: «فَلَمَّا كَانَتْ شَرِيعَةُ التَّوْرَاةِ مُحْكَمَةً كَانَ الْعَامِلُونَ بِهَا مُسْلِمِينَ». قبل أن تُنسخ؛ لأن المحكم غير المنسوخ، والنصوص تنقسم إلى قسمين:

الأول: محكم لم يُنسخ.

الثاني: منسوخ، وهذا يسمى غير محكم.

فقوله: «فَلَمَّا كَانَتْ شَرِيعَةُ التَّوْرَاةِ مُحْكَمَةً» أي: كانت في وقتها غير منسوخة، «كَانَ الْعَامِلُونَ بِهَا مُسْلِمِينَ».


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1718).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).