قوله: «وَكَذَلِكَ شَرِيعَةُ
الإِْنْجِيلِ». كذلك شريعة عيسى عليه السلام كان العاملون بها في وقتهم
مسلمين؛ وذلك قالوا: ﴿وَٱشۡهَدۡ
بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 52].
قوله: «وَكَذَلِكَ فِي أَوَّلِ
الإِْسْلاَمِ لَمَّا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إلَى بَيْتِ
الْمَقْدِسِ كانت صَلاَتُهُ إلَيْهِ مِنْ الإِْسْلاَمِ». النبي صلى الله عليه
وسلم أول ما فُرضت الصلاة في مكة كان يصلي إلى بيت المقدس؛ لأنه لم يؤمر بالتحول،
ولكنه كان يجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس، ثم لما هاجر إلى المدينة كان يصلي
إلى بيت المقدس، وصلى معه المسلمون في المدينة إلى بيت المقدس، ثم لما أمره الله
بالتوجه إلى الكعبة توجه إليها، فالصلاة التي صلوها إلى بيت المقدس من الإسلام؛
لأنها عمل بما شرعه الله في ذلك الوقت، ولهذا لمَّا تأسف الصحابة بعد تحول القبلة
على الأموات الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس، أنزل الله قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ
لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ﴾ [البقرة: 143] ([1])، أي: صلاتكم إلى
بيت المقدس. وهذا يدل على أن العمل من الإيمان؛ لأنه سمى الصلاة إيمانًا، ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ
لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ﴾ قوله: «وَلَمَّا
أُمِرَ بِالتَّوَجُّهِ إلَى الْكَعْبَةِ كَانَتْ الصَّلاَةُ إلَيْهَا مِنْ
الإِْسْلاَمِ». الصلاة إلى الكعبة صارت من الإسلام؛ لأنها بأمر الله سبحانه
وتعالى، والإسلام هو: اتِّباع ما أمر الله به.
قوله: «وَالْعُدُولُ عَنْهَا إلَى الصَّخْرَةِ خُرُوجًا عَنْ دِينِ الإِْسْلاَمِ». من توجه إلى بيت المقدس بعد أن أمر الله بالتوجه إلى الكعبة، فقد خرج على أمر الله سبحانه وتعالى، فالمسلم لا يدور مع هواه والعادات والتقاليد،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (40)، ومسلم رقم (525).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد