×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 وإنما يدور مع أمر الله سبحانه وتعالى؛ حيث أمره يتوجه، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ [البقرة: 115]، وقال: ﴿لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ [البقرة: 177]، إلى آخر الآية، فالعبد يدور مع أوامر الله أينما وجهه الله يتوجه، هذا هو الإسلام، أما الذي يبقى على المنسوخ، ويترك الناسخ، فهذا لا يدور مع أمر الله، إنما يدور مع هواه، قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيۡهَآ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِۚ [البقرة: 143]، فالذي يبقى على الصلاة إلى بيت المقدس انقلب على عقبيه والعياذ بالله، وارتد عن دين الإسلام.

قوله: «فَكُلُّ مَنْ لَمْ يَعْبُدْ اللَّهَ بَعْدَ مَبْعَثِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم بِمَا شَرَعَهُ اللَّهُ مِنْ وَاجِبٍ وَمُسْتَحَبٍّ فَلَيْسَ بِمُسْلِمِ». كل من لم يعبد الله قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يتبع الأنبياء، فهو مشرك كافر، وكل من اتبع نبيًّا من الأنبياء، وعمل بشريعته، فهو مسلم في وقته.

قوله: «وَلاَ بُدَّ فِي جَمِيعِ الْوَاجِبَاتِ والمستحبات أَنْ تَكُونَ خَالِصَةً لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ». هذا هو الشرط الأول.

قال تعالى: ﴿وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ. [البينة: 5] أي: العبادة بألا يقصدوا بها غير الله سبحانه وتعالى؛ لأن الله لا يقبل إلا ما كان خالصًا لوجهه، وما كان فيه شرك، فإن الله لا يقبله.

وقال تعالى: ﴿فَٱعۡبُدِ ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ [الزمر: 2] ثم قال ﴿أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلۡخَالِصُۚ [الزمر: 3]، فدل على أن الذي يخالطه شرك، فإن الله لا يقبله، ويرده على صاحبه، وإنما يقبل الله ما كان خالصًا لوجهه سبحانه وتعالى.


الشرح