قوله: «وَمِنْ ذَلِكَ أَمْرُهُ
بِطَلَبِ الْوَسِيلَةِ وَالْفَضِيلَةِ وَالْمَقَامِ الْمَحْمُودِ كَمَا ثَبَتَ فِي
صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو...». بعد الأذان أول شيء
يُشرع لنا متابعة المؤذن بأن نقول مثل ما يقول المؤذن بألفاظ الأذان ما عدا
الحيعلتين: «حي على الصلاة»، «حي على الفلاح»، فإننا لا نقول مثلها،
وإنما نقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله»،
ثم بعد الأذان نصلي، ونسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم ندعو له بطلب
الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود، فإن من فعل ذلك حلت له شفاعة الرسول صلى الله
عليه وسلم يوم القيامة.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ
رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ» هي الأذان؛ لأن الأذان دعوة، «وَالصَّلاَةِ الْقَائِمَةِ» أي: التي
ستقام بعد الأذان، «وَابْعَثْهُ مَقَامًا
مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْته» ذلك في قوله تعالى: ﴿عَسَىٰٓ
أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامٗا مَّحۡمُودٗا﴾ [الإسراء: 79]، هذا
وعد من الله جل وعلا، والمقام المحمود: الشفاعة العظمى للخلائق يوم القيامة.
قوله: «فَإِنَّ الْجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ
الْعَمَلِ». العمل: الصلاة على الرسول، وسؤال الوسيلة يعود على السائل أجرًا
كثيرًا، فله في ذلك نفع عظيم، وهو عمل يعمله الإنسان.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد