وَمَنْ
قَالَ لِغَيْرِهِ مِنْ النَّاسِ: اُدْعُ لِي أَوْ لَنَا وَقَصَدَ أَنْ يَنْتَفِعَ
ذَلِكَ الْمَأْمُورُ بِالدُّعَاءِ وَيَنْتَفِعَ هُوَ أَيْضًا بِأَمْرِهِ
وَيَفْعَلَ ذَلِكَ الْمَأْمُورُ بِهِ كَمَا يَأْمُرُهُ بِسَائِرِ فِعْلِ الْخَيْرِ
فَهُوَ مُقْتَدٍ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُؤْتَمٌّ بِهِ لَيْسَ هَذَا
مِنْ السُّؤَالِ الْمَرْجُوحِ.
**********
الشرح
قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ
تَنْسَنَا يَا أَخِي مِنْ دُعَائِك». هذا أيضًا من هذا الباب أن الرسول طلب من
عمر رضي الله عنه الدعاء؛ لأجل أن ينال عمر رضي الله عنه الأجر بذلك، وأيضًا: هذا
تشريف لعمر رضي الله عنه، ولهذا فرح عمر رضي الله عنه بهذا، ويُعد من مناقبه أن
الرسول طلب منه أن يدعو له.
قوله: «فَطَلَبُ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم مِنْ عُمَرَ أَنْ يَدْعُوَ لَهُ كَطَلَبِهِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ
وَيُسَلِّمَ عَلَيْهِ وَأَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ لَهُ الْوَسِيلَةَ وَالدَّرَجَةَ
الرَّفِيعَةَ وَهُوَ كَطَلَبِهِ أَنْ يَعْمَلَ سَائِرَ الصَّالِحَاتِ
فَمَقْصُودُهُ نَفْعُ الْمَطْلُوبِ مِنْهُ وَالإِْحْسَانُ إلَيْهِ». لأن طلبه
من عمر رضي الله عنه ليس لحاجة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك، وإنما هو من
جنس طلب الصلاة والسلام عليه، وسؤال الوسيلة والفضيلة له، ومقصوده صلى الله عليه
وسلم من ذلك نفع عمر رضي الله عنه والإحسان إليه؛ لينال بذلك الفضل والأجر.
قوله: «وَهُوَ صلى الله عليه وسلم
أَيْضًا يَنْتَفِعُ بِتَعْلِيمِهِمْ الْخَيْرَ وَأَمْرِهِمْ بِهِ». فيعود عليه
صلى الله عليه وسلم من الأجر مثل أجورهم؛ لأنه هو الذي علمهم الخير، حتى وإن لم
يدعوا للرسول، ولم يسألوا له شيئًا، فإنه يحصل له من الأجر مثل أجورهم.
قوله: «وَمِنْ هَذَا الْبَابِ: قَوْلُ
الْقَائِلِ: إنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْك...». ذكر أبي بن كعب رضي الله
عنه للنبي صلى الله عليه وسلم أنه يكثر من الصلاة عليه،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد