ثم سأله: كم يجعل له من
صلاته عليه؛ ربعها أو ثلثها أو نصفها أو كلها؟ فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم
إلى أن يجعل كل صلاته للنبي صلى الله عليه وسلم، أي: كل دعائه؛ لينال بذلك الأجر
العظيم لنفسه.
وقوله: «أَجْعَلُ لَك
صَلاَتِي كُلَّهَا» المراد به: الدعاء.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذًا
تُكْفَى هَمَّك وَيُغْفَرُ لَك ذَنْبُك» فيه فضل الإكثار من الصلاة والسلام
على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الله يكفيه همه، ويعظم له أجره.
قوله: «وَقَدْ بُسِطَ الْكَلاَمُ
عَلَيْهِ فِي «جَوَابِ الْمَسَائِلِ الْبَغْدَادِيَّةِ»». الشيخ رحمه الله كان
يعنون رسائله بأسماء السائلين أحيانًا وأحيانًا بأسماء المواطن التي جاءت منها
الأسئلة، مثل: «الحموية»؛ لأن السائل
من أهل حماة، و «التدمرية»؛ لأن
السائل من أهل تدمر، و «الواسطية»؛
لأن السائل من أهل واسط بالعراق، ومن ذلك: «المسائل
البغدادية»؛ لأن السائل من أهل بغداد.
قوله: «فَإِنَّ هَذَا كَانَ لَهُ
دُعَاءً يَدْعُو بِهِ...». كان أبي بن كعب رضي الله عنه يدعو الله كثيرًا
بحوائجه، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله هل يجعل محل دعائه كله صلاة
على النبي صلى الله عليه وسلم، ويكتفي بذلك؟ فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى
أن يجعل بدل دعائه صلاة وسلامًا على النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: «فَإِنَّهُ كُلَّمَا صَلَّى
عَلَيْهِ مَرَّةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا». لأن الحسنة بعشر أمثالها.
قوله: «وَهُوَ لَوْ دَعَا لآِحَادِ
الْمُؤْمِنِينَ لَقَالَتْ الْمَلاَئِكَةُ: «آمِينَ وَلَك بِمِثْلِهِ»،
فَدُعَاؤُهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَوْلَى بِذَلِكَ». إذا دعا المسلم
لأحد من إخوانه المسلمين أمنت الملائكة على دعائه، وقالت: «ولك بمثل»، أي: لك من الأجر والخير مثل ما دعوت به لأخيك، وكُتب له
من
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد