وَقَالَ تَعَالَى: ﴿سَأَصۡرِفُ عَنۡ ءَايَٰتِيَ ٱلَّذِينَ
يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَإِن يَرَوۡاْ كُلَّ ءَايَةٖ
لَّا يُؤۡمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلرُّشۡدِ لَا يَتَّخِذُوهُ
سَبِيلٗا وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلۡغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلٗاۚ ذَٰلِكَ
بِأَنَّهُمۡ كَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَا وَكَانُواْ عَنۡهَا غَٰفِلِينَ﴾ [الأعراف: 146].
وَمَنْ
جَمَعَ الضَّلاَلَ وَالْغَيَّ فَفِيهِ شَبَهٌ مِنْ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ.
نَسْأَلُ
اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَنَا وَسَائِرَ إخْوَانِنَا صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمَ
عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ
وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا.
**********
الشرح
قوله تعالى: ﴿سَأَصۡرِفُ عَنۡ
ءَايَٰتِيَ ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ﴾ في هذه الآية الكريمة أخبر
جل وعلا أنه يصرف عن آياته مَن اتصف بهذه الصفات المذكورة في الآية، فلا يستفيد
منها، ولا يهتدي بها؛ عقوبة له:
الصفة الأولى: ﴿ٱلَّذِينَ
يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ﴾. يتكبرون عن الناس،
وعن القرآن، فلا يعملون به، ويرون أنه لا أحد يوجههم، وأنهم يفعلون ما يشاؤون، هذا
هو الكبر والعياذ بالله، والكبر الاستكبار عن الحق هو سبب كفر إبليس. والواجب على
العبد أن يتواضع للحق ويقبله، فالحق فوق كل شيء، ليس لابن آدم حق أن يتكبر، بل
الواجب عليه أن يتواضع، هذا هو المطلوب من العبد، فهم يتكبرون في الأرض بغير الحق،
وليس هناك تكبر بحق إلا في حق الله جل وعلا، فإنه هو الكبير المتعال سبحانه وتعالى،
والمخلوق ضعيف، ومخلوق من ضعف، وأيضًا: هو بشر يخطئ، فليس له أن يتكبر.
الصفة الثانية: ﴿وَإِن
يَرَوۡاْ كُلَّ ءَايَةٖ لَّا يُؤۡمِنُواْ بِهَا﴾. إن يروا كل آية من
آيات الله جل وعلا الدالة على عبادته وتوحيده، والموجهة أيضًا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد