×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 وَقَدْ ثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاَللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ» ([1])، وَقَالَ: «وَلاَ تَحْلِفُوا إِلاَّ بِاللَّهِ» ([2])، وَقَالَ: «لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ» ([3])، «فَإِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ» ([4])، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ حَلَفَ بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى فَلْيَقُلْ: لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ» ([5]).

وَقَدْ اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّهُ مَنْ حَلَفَ بِالْمَخْلُوقَاتِ الْمُحْتَرَمَةِ أَوْ بِمَا يَعْتَقِدُ هُوَ حُرْمَتَهُ كَالْعَرْشِ وَالْكُرْسِيِّ وَالْكَعْبَةِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْمَسْجِدِ الأَْقْصَى وَمَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالْمَلاَئِكَةِ وَالصَّالِحِينَ وَالْمُلُوكِ وَسُيُوفِ الْمُجَاهِدِينَ وَتُرَبِ الأَْنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَأَيْمَانِ الْسَّذَّقِ ([6])، وَسَرَاوِيلِ الْفُتُوَّةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ لاَ يَنْعَقِدُ يَمِينُهُ وَلاَ كَفَّارَةَ فِي الْحَلِفِ بِذَلِكَ.

**********

الشرح

قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى» صنمان من أصنام الجاهلية، «فَلْيَقُلْ: لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ». يعني: أنه أشرك، فعليه أن يطهر نفسه بالتوحيد، فيقول: «لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ»؛ لتكون كفارة لما حصل منه الشرك.

قوله: «وَسَرَاوِيلِ الْفُتُوَّةِ». هذا عند الصوفية، يعظمونها.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2679)، ومسلم رقم (1646).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (3248)، والنسائي رقم (3769).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (6648)، ومسلم رقم (1646).

([4])  أخرجه: البخاري رقم (6108)، ومسلم رقم (1646).

([5])  أخرجه: البخاري رقم (4860)، ومسلم رقم (1647).

([6])  السَّذَّق: من أعياد العجم، وقيل: ليلة الوفود، فارسي معرب، أصله: ((شذه)). انظر: تهذيب اللغة (8/ 305).