×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 فمظاهرهم وطلعاتهم بهية، وعندهم فصاحة، لكنهم في الدرك الأسفل من النار؛ لأنهم ليس لهم صلة مع الله جل وعلا، فليست العبرة بالمظاهر، وإنما العبرة بما في القلوب من الإيمان بالله، واليقين بالله، ولو لم يكن هناك مظهر للإنسان.

قوله: «وَهَذَا فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَكَذَلِكَ حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ النَّضْرِ وَالآْخَرُ مِنْ إفْرَادِ مُسْلِمٍ». حديث أنس بن النضر في الصحيحين، والحديث الذي بعده انفرد به مسلم، ولم يروه البخاري.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «مِنْهُمْ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ». قال هذا في أنس بن النضر رضي الله عنه، وهناك شخص آخر أيضًا هو البراء بن مالك أخو أنس بن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شجاعًا مجاهدًا في سبيل الله عز وجل، وسيأتي ذكره رضي الله عنه أنه من الذين لو أقسموا على الله لأبرهم، وكان ليس له منظر، بل كان أشعث أغبر.

قوله: «وَكَانَ الْبَرَاءُ إذَا اشْتَدَّتْ الْحَرْبُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْكُفَّارِ يَقُولُونَ: يَا بَرَاءُ أَقْسِمْ عَلَى رَبِّك. فَيُقْسِمُ عَلَى اللَّهِ فَتَنْهَزِمُ الْكُفَّارُ». يقسم على الله، فيبر الله بقسمه، ويهزم الكفار.

قوله: «فَلَمَّا كَانُوا عَلَى قَنْطَرَةٍ بِالسُّوسِ قَالُوا: يَا بَرَاءُ أَقْسِمْ عَلَى رَبِّك». وهو الذي تسور الحديقة على مسيلمة الكذاب في حرب اليمامة، وفتح للمسلمين، فدخلوا وقد احتمى بها مسيلمة وجنده، فقتلوه، وهو الذي تشجع، وقال لهم: احملوني وألقوني في الحديقة. فحملوه على الرماح، وألقوه بالحديقة، ففتح الباب، فدخلوا، وهذا من مواقفه رضي الله عنه.

قوله: «عَلَى قَنْطَرَةٍ بِالسُّوسِ». أي: في بعض المغازي.


الشرح