وَهَذَا هُوَ أَخُو أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ قَتَلَ مِائَةَ رَجُلٍ مُبَارَزَةً غَيْرَ مَنْ شَركَ فِي دَمِهِ
وَحُمِلَ يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ عَلَى تُرْسٍ وَرُمِيَ بِهِ إلَى الْحَدِيقَةِ
حَتَّى فَتَحَ الْبَابَ ([1]).
**********
الشرح
قوله صلى الله عليه وسلم: «رُبَّ
أَشْعَثَ أَغْبَرَ مَدْفُوعٍ بِالأَْبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ
لَأَبَرَّهُ». هناك من أولياء الله من ليس له مظهر يعجب الناس، وليس له جاه
عند الناس «أَشْعَثَ أَغْبَرَ» ليس
عليه ملابس جميلة، ولا أبهة ينظر الناس إليه من أجلها، وإنما هو أشعث الرأس أغبر
عليه غبار، «مَدْفُوعٍ بِالأَْبْوَابِ»
إذا جاء يريد شيئًا من السلاطين أو الأمراء يدفعونه؛ لأنه ليس معروفًا، فالناس
يأنفون منه، ولكنه قريب من الله جل وعلا، «لَوْ
أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ»، فدل هذا على أن العبرة ليست بالمظاهر
ولا بالجاه، وإنما العبرة بالقلب وما بينه وبين الله سبحانه وتعالى، فلا تحتقر
أحدًا لمظهره، أو أنه ليس له جاه، فقد يكون من أخص أولياء الله عز وجل، فالميزان
ليس باعتبار الناس، وإنما الاعتبار بالإيمان الذي في القلب.
قوله صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ
أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ». هذه صفات أهل
الجنة: كل ضعيف متضعف متواضع لله عز وجل، ليس له مظهر، وليس له مكانة عند الناس،
ولكن صلته بالله قوية.
وأما أهل النار«كُلُّ عُتُلٍّ»، والعتل: الغليظ الجافي، «جَوَّاظٍ» كثير اللحم مختال في مشيته، أي: مظهره وجسمه يعجب الناس، لكنه من أهل النار؛ لأنه مستكبر، وليس له صلة بالله عز وجل. والله جل وعلا قال في المنافقين ﴿تُعۡجِبُكَ أَجۡسَامُهُمۡۖ وَإِن يَقُولُواْ تَسۡمَعۡ لِقَوۡلِهِمۡۖ﴾ [المنافقون: 4]،
([1]) أخرجه: ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق رقم (70).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد