×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 وَقَالَ: «رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ مَدْفُوعٍ بِالأَْبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ» ([1])، رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ.

وَقَالَ: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ. أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ ([2]) جَوَّاظٍ ([3]) مُسْتَكْبِرٍ» ([4]). وَهَذَا فِي الصَّحِيحَيْنِ. وَكَذَلِكَ حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ النَّضْرِ وَالآْخَرُ مِنْ إفْرَادِ مُسْلِمٍ.

وَقَدْ رُوِيَ فِي قَوْلِهِ: «إنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ أَنَّهُ قَالَ: مِنْهُمْ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ» ([5]).

وَكَانَ الْبَرَاءُ إذَا اشْتَدَّتْ الْحَرْبُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْكُفَّارِ يَقُولُونَ: يَا بَرَاءُ أَقْسِمْ عَلَى رَبِّك. فَيُقْسِمُ عَلَى اللَّهِ فَتَنْهَزِمُ الْكُفَّارُ. فَلَمَّا كَانُوا عَلَى قَنْطَرَةٍ بِالسُّوسِ قَالُوا: يَا بَرَاءُ أَقْسِمْ عَلَى رَبِّك. فَقَالَ: يَا رَبِّ أَقْسَمْت عَلَيْك لَمَا مَنَحْتنَا أَكْتَافَهُمْ وَجَعَلْتنِي أَوَّلَ شَهِيدٍ. فَأَبَرَّ اللَّهُ قَسَمَهُ فَانْهَزَمَ الْعَدُوُّ وَاسْتُشْهِدَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ يَوْمَئِذٍ ([6]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2622).

([2])  العُتُل: هو الجافي الغليظ، وقيل: الجافي الشديد الخصومة اللئيم، وقيل: الأكول، وقيل: الشديد من كل شيء. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 180).

([3])  الجوَّاظ: قيل: هو القصير البطن، وقيل: الجموع المنوع، وقيل: الكثير اللحم المختال في مشيته، وقيل: الغليظ الرقبة والجسم، وقيل: الفاجر، وقيل: الذي لا يستقيم على أمر واحد يصانع هنا وهنا. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 316).

([4])  أخرجه: البخاري رقم (4918)، ومسلم رقم (2853).

([5])  أخرجه: الترمذي رقم (3854)، وابن حبان رقم (3987).

([6])  أخرجه: الحاكم رقم (5274)، والبيهقي في الشعب رقم (10001).