الربيع، فهذا من كرامة الأولياء أن الله ألهم
هؤلاء أن يسمحوا؛ لأن أنسًا أقسم على الله ألا يقتصوا منها، فأبر الله قسمه، فهذا
يُعد من كرامات أولياء الله عز وجل.
الشاهد منه: أن الحلف على الله إذا كان من باب حسن الظن بالله، فإنه جائز، أما إذا كان من باب الحجر على الله، وسوء الظن بالله، فإنه حرام ومحبط للعمل؛ كما جاء في الحديث في الرجلين من بني إسرائيل: أن أحدهما كان يلقى أخاه على المعصية فينهاه عن ذلك، ثم يلقاه مرة ثانية فينهاه، واستمر الرجل يعصي الله، فأخذت هذا الرجل الذي ينكر عليه الشدة، وقال: والله لا يغفر الله لفلان. وهذا سوء أدب مع الله سبحانه وتعالى، وسوء ظن بالله، وتقنيط من رحمة الله، وهذا لا يجوز، فقال الله جل وعلا: «مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ»، أي: يحلف عليَّ «أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلاَنٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ» ([1])، فأحبط عمله لأنه أساء الأدب مع الله عز وجل، ويأس من رحمة الله، والله جل وعلا يقول: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ﴾ [الزمر: 53]، ويقول: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48]، فلا يجوز لأحد أن يقطع أن الله لا يغفر لأحد؛ لأن هذا من سوء الظن بالله، أما أن يقسم على الله أن يفعل الخير، وينزل الغيث، وينصر المسلمين، فأمر طيب؛ لأنه من حسن الظن بالله عز وجل.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1621).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد