ومن العجيب أن عباد القبور الآن عرب، ولكن لا يفهمون مثل ما فهم كفار قريش،
فهم لا يمتنعون من قول: «لا إله إلا الله»،
بل يكثرون من قولها صباحًا ومساءً وأورادًا، لكنهم يعبدون القبور، فجمعوا بين
المتناقضات، أما كفار قريش فكانوا، أنبه منهم وأفطن وأفهم بمعنى «لا إله إلا الله»، ولهذا يقول الشيخ
محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: «فالعجب
ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفرة، بل يظن أن
ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني».
لأنهم يقولون: «لا إله إلا الله»،
ولا يفهمونها، فيعبدون مع الله غيره.
قوله: «وَإِذَا قَالَ السَّائِلُ
لِغَيْرِهِ: أَسْأَلُ بِاَللَّهِ فَإِنَّمَا سَأَلَهُ بِإِيمَانِهِ بِاللَّهِ».
سبق أن الباء تكون للقسم، وتكون سببية ليست قسمًا، فلا يجوز أن تقسم في حق الله
وتقول: أسألك بفلان، أو بنبيك، أو بالولي الفلاني.
هذا ممنوع؛ لأنه قسم على الله بمخلوق، ولو أقسم على المخلوق بالمخلوق لم
يجز، فكيف يقسم على الله بالمخلوق؟
أما إذا قال: أسألك بالله. فالباء سببية، أي: بسبب الإيمان بالله سبحانه وتعالى، فهذا لا محذور فيه، ولهذا جاء في الحديث: «مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ» ([1]). أي: بسبب الإيمان بالله عز وجل.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (5109)، والنسائي رقم (2567)، وأحمد رقم (5743).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد