وَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثٍ
رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» وَابْنُ مَاجَه عَنْ عَطِيَّةَ العوفي عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الخدري عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ عَلَّمَ الْخَارِجَ
إلَى الصَّلاَةِ أَنْ يَقُولَ فِي دُعَائِهِ: «وَأَسْأَلُك بِحَقِّ السَّائِلِينَ
عَلَيْك وَبِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا وَلاَ بَطَرًا
وَلاَ رِيَاءً وَلاَ سُمْعَةً وَلَكِنْ خَرَجْت اتِّقَاءَ سَخَطِك وَابْتِغَاءَ
مَرْضَاتِك» ([1]).
فَإِنْ
كَانَ هَذَا صَحِيحًا فَحَقُّ السَّائِلِينَ عَلَيْهِ أَنْ يُجِيبَهُمْ وَحَقُّ
الْعَابِدِينَ لَهُ أَنْ يُثِيبَهُمْ وَهُوَ حَقٌّ أَوْجَبَهُ عَلَى نَفْسِهِ
لَهُمْ.
كَمَا
يُسْأَلُ بِالإِْيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ الَّذِي جَعَلَهُ سَبَبًا
لِإِجَابَةِ الدُّعَاءِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿وَيَسۡتَجِيبُ
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۚ﴾ [الشورى: 26].
**********
الشرح
قوله صلى الله عليه وسلم: «وَأَسْأَلُك
بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْك...». الحديث هذا يُجاب عنه بجوابين:
أولاً: أن سنده فيه مقال؛ لأنه من رواية عطية العوفي، ولا يُحتج به.
ثانيًا: لو صح، فإن معنى «وَأَسْأَلُك بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْك» أن يجيبهم، فإن الله قال ﴿ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ﴾ [غافر: 60]، فهو وعدهم أن يستجيب لهم، فأنت تسأله بوعده الذي قاله عن نفسه، وهذا ليس من التوسل الممنوع؛ لأنه توسل إلى الله بأسمائه وصفاته؛ لأن الإجابة صفة من صفات الله، فهو سبحانه القريب المجيب ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾ [النمل: 62].
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (778)، وأحمد رقم (11156).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد