×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 وَيَقْتَضِي أَيْضًا أَنَّ مَنْ اتَّبَعَهُمْ وَاقْتَدَى بِهِمْ فِيمَا سُنَّ لَهُ الاِقْتِدَاءُ بِهِمْ فِيهِ كَانَ سَعِيدًا وَمَنْ أَطَاعَ أَمْرَهُمْ الَّذِي بَلَّغُوهُ عَنْ اللَّهِ كَانَ سَعِيدًا وَلَكِنْ لَيْسَ نَفْسُ مُجَرَّدِ قَدْرِهِمْ وَجَاهِهِمْ مِمَّا يَقْتَضِي إجَابَةَ دُعَائِهِ إذَا سَأَلَ اللَّهَ بِهِمْ حَتَّى يَسْأَلَ اللَّهَ بِذَلِكَ بَلْ جَاهُهُمْ يَنْفَعُهُ أَيْضًا إذَا اتَّبَعَهُمْ وَأَطَاعَهُمْ فِيمَا أُمِرُوا بِهِ عَنْ اللَّهِ أَوْ تَأَسَّى بِهِمْ فِيمَا سَنُّوهُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَنْفَعُهُ أَيْضًا إذَا دَعَوْا لَهُ وَشُفِّعُوا فِيهِ.

فَأَمَّا إذَا لَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ دُعَاءٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَلاَ مِنْهُ سَبَبٌ يَقْتَضِي الإِْجَابَةَ لَمْ يَكُنْ مُتَشَفِّعًا بِجَاهِهِمْ وَلَمْ يَكُنْ سُؤَالُهُ بِجَاهِهِمْ نَافِعًا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ يَكُونُ قَدْ سَأَلَ بِأَمْرِ أَجْنَبِيٍّ عَنْهُ لَيْسَ سَبَبًا لِنَفْعِهِ.

**********

الشرح

قوله: «وَمَنْ أَطَاعَ أَمْرَهُمْ الَّذِي بَلَّغُوهُ عَنْ اللَّهِ كَانَ سَعِيدًا». إذا سألت الله بإيمانك بالرسول، واتباعك له، ومحبتك له، فهذا صحيح؛ لأن هذا من عملك، ويجوز التوسل إلى الله بالعمل الصالح.

قوله: «وَلَكِنْ لَيْسَ نَفْسُ مُجَرَّدِ قَدْرِهِمْ وَجَاهِهِمْ مِمَّا يَقْتَضِي إجَابَةَ دُعَائِهِ إذَا سَأَلَ اللَّهَ بِهِمْ حَتَّى يَسْأَلَ اللَّهَ بِذَلِكَ». هم لهم جاه عند الله، وإذا أذن الله لهم شفعوا، ولكن هم لا يملكون هذا، إنما هو بإذن الله سبحانه وتعالى، فالطلب يكون من الله لا منهم، هذا من ناحية.

الناحية الثانية: إن كان لهم مكانة عند الله بعملهم الصادق، ونبوتهم، ورسالتهم، فأنت لا علاقة لك بعمل غيرك حتى تسأل الله بصلاح الصالحين، والذي ورد إنما هو سؤال الله بصلاحك أنت، وعملك أنت، فكيف تسأل الله بعمل غيرك والذي لم تبذل فيه شيئًا؟ فهذا عملهم خاص بهم، وأنت لا ينفعك إلا عملك، ولا علاقة لك


الشرح