بعملهم، قال تعالى: ﴿تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ
لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسَۡٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ
يَعۡمَلُونَ﴾ [البقرة: 134]، فلا تتعلق على الأولياء والصالحين بأن
الله يحبهم، وأن لهم أعمالاً صالحة، هذا لا يغني عنك شيئًا، وأنت ليس لك إلا عملك.
قوله: «بَلْ جَاهُهُمْ يَنْفَعُهُ
أَيْضًا إذَا اتَّبَعَهُمْ وَأَطَاعَهُمْ فِيمَا أُمِرُوا بِهِ عَنْ اللَّهِ».
أما كونك لا تطيعهم، وتسأل الله بحقهم وجاههم، فهذا بعيد، إنما تسأل الله بعملك،
واتباعك للرسول وطاعته ومحبته، أما أن تقول: أسألك بأن رسولك له جاه عندك، وحق
عندك، ومقام عندك. فهذا غير مشروع، ولكن تقول: أسألك بطاعتي له، واتباعي له،
وإيماني به، ومحبتي له صلى الله عليه وسلم. لأن هذا عملك أنت.
قوله: «أَوْ تَأَسَّى بِهِمْ فِيمَا
سَنُّوهُ لِلْمُؤْمِنِينَ». إذا كان لك عمل معهم -كالاتباع، والطاعة،
والانقياد، والمحبة - فهو عملك أنت لا عمل غيرك، إلا أن بعض هؤلاء المغرورين إذا
نُهي عن دعاء الأموات والاستغاثة بهم، يقول: إن الله جل وعلا يقول فيهم: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ
لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ
يَتَّقُونَ ٦٣﴾ [يونس: 62، 63]، فأنا أطلب من الله بهم. فنقول له: ما
علاقتك بإيمانهم وتقواهم؟ هذا لهم، ولا ينفعك أنت إلا عملك وإيمانك وتقواك، فلا
تتكل على عمل الآخرين وتسأل الله به؛ لأن الله لم يشرع لك هذا، أما إذا سألته
بمحبتك لأولياء الله، وبغضك لأعداء الله، فهذا صحيح؛ لأنه عملك.
قوله: «وَيَنْفَعُهُ أَيْضًا إذَا
دَعَوْا لَهُ وَشُفِّعُوا فِيهِ». ينفعونه لو دعوا له وشفعوا فيه بإذن الله
سبحانه وتعالى، أما أن تسأله سبحانه بمجرد صلاحهم وتقواهم وعملهم، فهذا لا علاقة
لك به.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد