بالجاه؛ لأن هذا شيء لم يرد عن الرسول صلى الله
عليه وسلم لا في القرآن ولا في السنة، فلا تقل: أسألك بجاه نبيك، أو جاه موسى، أو
جاه عيسى. لا يجوز هذا؛ لأن الدعاء عبادة، والعبادة توقيفية، وأعظم العبادة
الدعاء، قال صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ هُوَ
الْعِبَادَةُ» ([1]). فلا يجوز لنا أن
ندخل فيه شيئًا لم يرد به دليل من الكتاب والسنة.
أما الحق، فالله لا يجب عليه حق لأحد، إلا ما أوجبه سبحانه على نفسه، قال
تعالى: ﴿وَكَانَ حَقًّا
عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الروم: 47]، فالله هو الذي أوجبه على نفسه، وكذلك في
حديث معاذ الذي سيأتي: «فَإِنَّ حَقَّ
اللَّهِ عَلَى العِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ
العِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» ([2]). هذا حق أوجبه على
نفسه، وقوله تعالى: ﴿كَتَبَ رَبُّكُمۡ
عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَ﴾ [الأنعام: 54]، هو الذي كتب على نفسه، وأوجب على نفسه.
وسيذكر الشيخ الخلاف في أنه لا يتمني يفرض على الله، ولا يقال: يجب على الله كذا.
كما تقول المعتزلة ومنهم من يخالف في هذا. وعلى كل حال لا يجوز الدعاء بمثل هذا:
أسألك بحق فلان، أسألك بجاه فلان، أسألك بفلان.
قوله: «وَهَذَا صَحِيحٌ». الجاه
صحيح؛ لوروده في القرآن.
قوله: «يَقْتَضِي أَنْ يَرْفَعَ اللَّهُ دَرَجَاتِهِمْ وَيُعْظِمَ أَقْدَارَهُمْ وَيَقْبَلَ شَفَاعَتَهُمْ إذَا شُفِّعُوا». فهم وإن كانوا يشفعون، لكن لا يشفعون إلا بعد إذن الله جل وعلا، قال تعالى: ﴿مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ﴾ [البقرة: 255]
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1479)، والترمذي رقم (2969)، وابن ماجه رقم (3828)، وأحمد رقم (18352).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد