مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ
أَنَا هُوَ ذَلِكَ الْعَبْدَ. فَمَنْ سَأَلَ اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ
عَلَيْهِ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
فهذا الحديث يُبين أن الشفاعة لأهل التوحيد؛ لأن الذي يجيب المؤذن يأتي
بالتوحيد، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ثم يدعو للنبي صلى الله
عليه وسلم بالوسيلة، فتحل له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، فهي لأهل التوحيد،
وليست لأهل الشرك الذين يدعون غير الله، ويتقربون إلى الأموات والأضرحة، فهؤلاء لا
تنفعهم شفاعة الشافعين؛ لأنها مرتبة على التوحيد، فمن يتابع المؤذن، ويقول مثل ما
يقول معتقدًا ذلك بقلبه عاملاً به، فهذا موحد تحل له شفاعة، وقد تقدم أن
الشفاعة لها شرطان:
الأول: إذن الله جل وعلا للشافع أن يشفع.
الثاني: أن تكون الشفاعة في أهل التوحيد الذين يرضى الله قولهم، وعملهم. قال
تعالى: ﴿إِلَّا مِنۢ
بَعۡدِ أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرۡضَىٰٓ﴾ [النجم: 26]، وقال
في الملائكة: ﴿وَلَا يَشۡفَعُونَ
إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ﴾ [الأنبياء: 28]، فلا يرضى إلا لأهل التوحيد، ولا يرضى
عن أهل الشرك، ولا يغفر لهم، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ﴾ [النساء: 48]، لا بشفاعة ولا بغيرها.
قوله: «وَهِيَ مُسْتَحَقَّةٌ لِمَنْ
دَعَا لَهُ بِالْوَسِيلَةِ». فهي مرتبة على شيئين:
الأول: متابعة المؤذن.
الثاني: الدعاء للرسول صلى الله عليه وسلم بالوسيلة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد