قوله: «لَمْ يُوجِبْ ذَلِكَ مَخْلُوقٌ
عَلَيْهِ وَلاَ يُقَاسُ بِمَخْلُوقَاتِهِ». لا يُقاس الرب سبحانه وتعالى
بمخلوقاته؛ من أن الإنسان يوجب على الإنسان حقًّا له عليه، ولكن المخلوق لا يوجب
على الخالق؛ لأن هناك فروقًا سيذكرها بين الخالق والمخلوق.
قوله: «بَلْ هُوَ بِحُكْمِ رَحْمَتِهِ
وَحِكْمَتِهِ وَعَدْلِهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ». هو شيء كتبه
الله عدلاً منه سبحانه وفضلاً وحكمة.
قوله: «كَمَا قَالَ فِي الْحَدِيثِ
الصَّحِيحِ الإِْلَهِيِّ». حديث أبي ذر رضي الله عنه المشهور الحديث العظيم
القدسي، ومنه هذه الجملة، يقول الله جل وعلا: «يَا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْت الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْته
بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا».
وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا جَآءَكَ ٱلَّذِينَ
يُؤۡمِنُونَ بَِٔايَٰتِنَا فَقُلۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡۖ كَتَبَ رَبُّكُمۡ عَلَىٰ
نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَ أَنَّهُۥ مَنۡ عَمِلَ مِنكُمۡ سُوٓءَۢا بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ
تَابَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَصۡلَحَ فَأَنَّهُۥ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [الأنعام: 54]. هذا
شيء أوجبه سبحانه على نفسه فضلاً وإحسانًا منه، ورحمة بعباده.
وقوله تعالى: ﴿فَٱنتَقَمۡنَا
مِنَ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الروم: 47]. رتب
الانتقام على الإجرام، ورتب النصر على الإيمان.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد