×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ مُعَاذٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «يَا مُعَاذُ أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ؟ قُلْت: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: حَقُّهُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا. يَا مُعَاذُ أَتَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ قُلْت اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: حَقُّهُمْ عَلَيْهِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَهُمْ» ([1]).

فَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ لأَِنْبِيَائِهِ وَعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ حَقٌّ أَوْجَبَهُ عَلَى نَفْسِهِ مَعَ إخْبَارِهِ.

وَعَلَى الثَّانِي يَسْتَحِقُّونَ مَا أَخْبَرَ بِوُقُوعِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ سَبَبٌ يَقْتَضِيهِ.

**********

الشرح

قوله صلى الله عليه وسلم: «حَقُّهُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا». لأن هذا هو الذي خلقهم الله من أجله، قال تعالى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗاۖ [النساء: 36]، وقال: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ [الذاريات: 56]، فهذا حق الله على عباده، وهو أول الحقوق على الإطلاق، وأوجب الواجبات، وأعظم ما أمر الله به التوحيد.

ولم يقتصر صلى الله عليه وسلم على قوله: «أَنْ يَعْبُدُوهُ» بل قال: «وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا»؛ لأن العبادة لا تنفع مع وجود الشرك، فالشرك يبطلها، ولو عبد الله الليل والنهار، لكنه يدعو غير الله، ويذبح لغير الله، وينذر لغير الله، فعبادته هباء منثور، لا تنفعه حتى يخلصها من الشرك الأكبر والأصغر، فالشرك يحبط العمل ويبطله.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2856)، ومسلم رقم (30).