نفسه بوضعها في غير
موضعها، والواجب أن يراعيها، وأن يكرمها بالطاعة، ويطهرها من الذنوب والمعاصي، قال
تعالى: ﴿وَنَفۡسٖ وَمَا سَوَّىٰهَا
٧فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا ٨قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا ٩وَقَدۡ خَابَ
مَن دَسَّىٰهَا ١٠﴾ [الشمس: 7- 10]، فهو ظلمها؛ حيث عرضها للعذاب.
والثالث: ظلم بين العباد والناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم.
أما الظلم الأول، فهو لا يُغفر إلا بالتوبة، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ
أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48]، وأما
الثالث، فلا يُغفر إلا إذا سامح العباد، فمظالم العباد لا بد من القصاص فيها، إلا
إذا سامحوا بها، وأما الثاني - وهو ظلم العبد لنفسه - فهذا الله يغفره، ولا يعبأ
به سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53].
قوله: «لَكِنْ تَنَازَعُوا فِي
الظُّلْمِ الَّذِي لاَ يَقَعُ فَقِيلَ: هُوَ الْمُمْتَنِعُ». يقولون: ظلم
ممتنع على الله؛ لأنه مستحيل في حقه أن يظلم أحدًا، وهذا قول باطل، فالظلم في حقه
ممكن، ولكن الله نزه نفسه عنه، لا لأنه مستحيل، فلو كان مستحيلاً ما احتاج إلى أنه
ينزه نفسه منه، فهو ممكن، ولكن الله نزه نفسه عنه جل وعلا؛ لأنه من النقائص، والله
جل وعلا منزه عن النقائص.
قوله: «لأَِنَّ الظُّلْمَ إمَّا
التَّصَرُّفُ فِي مِلْكِ الْغَيْرِ وَإِمَّا مُخَالَفَةُ الأَْمْرِ الَّذِي يَجِبُ
عَلَيْهِ طَاعَتُهُ وَكِلاَهُمَا مُمْتَنِعٌ مِنْهُ». ممتنع، أي: مستحيل، فلو
كان مستحيلاً في حق الله لما نزه نفسه عنه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد