وَالظُّلْمُ مُمْتَنِعٌ
مِنْهُ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ لَكِنْ تَنَازَعُوا فِي الظُّلْمِ الَّذِي لاَ
يَقَعُ فَقِيلَ: هُوَ الْمُمْتَنِعُ وَكُلُّ مُمْكِنٍ يُمْكِنُ أَنْ يَفْعَلَهُ
لاَ يَكُونُ ظُلْمًا لأَِنَّ الظُّلْمَ إمَّا التَّصَرُّفُ فِي مِلْكِ الْغَيْرِ
وَإِمَّا مُخَالَفَةُ الأَْمْرِ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ طَاعَتُهُ وَكِلاَهُمَا
مُمْتَنِعٌ مِنْهُ. وَقِيلَ: بَلْ مَا كَانَ ظُلْمًا مِنْ الْعِبَادِ فَهُوَ
ظُلْمٌ مِنْهُ.
وَقِيلَ:
الظُّلْمُ وَضْعُ الشَّيْءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ فَهُوَ سُبْحَانَهُ لاَ
يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَن
يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَا يَخَافُ ظُلۡمٗا وَلَا هَضۡمٗا﴾ [طه: 112].
قَالَ
الْمُفَسِّرُونَ: هُوَ أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ سَيِّئَاتُ غَيْرِهِ وَيُعَاقَبَ
بِغَيْرِ ذَنْبِهِ وَالْهَضْمُ أَنْ يُهْضَمَ مِنْ حَسَنَاتِهِ. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ
مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا وَيُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ
أَجۡرًا عَظِيمٗا﴾ [النساء: 40]، وقال: ﴿وَمَا
ظَلَمۡنَٰهُمۡ وَلَٰكِن ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡۖ﴾ [هود: 101].
**********
الشرح
الله جل وعلا منزه عن الظلم؛ لأنه الحكم العدل الذي لا يظلم قال تعالى: ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّٰمٖ
لِّلۡعَبِيدِ﴾ [فصلت: 46]، وقال: ﴿وَمَا
ظَلَمۡنَٰهُمۡ وَلَٰكِن كَانُواْ هُمُ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [الزخرف: 76]،
فالظلم إنما هو من العباد، والظلم في الأصل: وضع الشيء في غير موضعه ([1])، وهو ثلاثة أنواع:
الأول - وهو أعظمها -: ظلم الشرك، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلشِّرۡكَ
لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ﴾ [لقمان: 13]؛ لأنه وضع للعبادة في غير موضعها.
والثاني: ظلم العبد لنفسه بالذنوب والسيئات والمعاصي، فهو يظلم
([1]) انظر: غريب الحديث لابن قتيبة (2/ 84).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد