قوله: «وَأَمَّا سُؤَالُ اللَّهِ
بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ الَّتِي تَقْتَضِي مَا يَفْعَلُهُ بِالْعِبَادِ مِنْ
الْهُدَى وَالرِّزْقِ وَالنَّصْرِ. فَهَذَا أَعْظَمُ مَا يُسْأَلُ اللَّهُ
تَعَالَى بِهِ». إذا سأل الله بأسمائه وصفاته بأن قال: يا أرحم الراحمين
ارحمني، يا غفور يا رحيم اغفر لي، وهكذا يتوسل إلى الله بأسمائه وصفاته، فالله أمر
بذلك، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ
ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ﴾ [الأعراف: 180]، تدعو الله بأسمائه وصفاته، وتتوسل إليه
بأسمائه وصفاته، وتأتي بالاسم والصفة المناسبة لحاجتك، إذا كنت مريضًا تقول: اشفني
أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، إن كنت خائفًا من ذنوبك تقول: اللهم ارحمني، رب إني
ظلمت نفسي فاغفر لي، وارحمني. فتتوسل إلى الله بأسمائه وصفاته التي تناسب حاجتك،
وهكذا.
قوله: «فَقَوْلُ الْمُنَازِعِ: لاَ
يُسْأَلُ بِحَقِّ الأَْنْبِيَاءِ فَإِنَّهُ لاَ حَقَّ لِلْمَخْلُوقِ عَلَى
الْخَالِقِ مَمْنُوعٌ». الكلام هذا غير صحيح، فالعباد لهم حق على الخالق أوجبه
هو بنفسه سبحانه وتعالى، ووعدهم به، وهو لا يخلف وعده، أما حق هم أوجبوه على الله،
فهذا باطل.
قوله: «فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ حَدِيثُ مُعَاذٍ الَّذِي تَقَدَّمَ إيرَادُهُ». هو حديث معاذ رضي الله عنه قال: كنت رَدِيف النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على حمار، فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ» فقُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا مُعَاذُ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، فقَالَ: «أتَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى العِبَادِ وما حق العباد على الله؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «حَقُّ اللَّهِ عَلَى العِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا» ([1]). وهذا وعد منه سبحانه وتعالى
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2856)، ومسلم رقم (30).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد