أَمَّا الأَْوَّلُ فَلاَ
رَيْبَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَعَدَ الْمُطِيعِينَ بِأَنْ يُثِيبَهُمْ وَوَعَدَ
السَّائِلِينَ بِأَنْ يُجِيبَهُمْ وَهُوَ الصَّادِقُ الَّذِي لاَ يُخْلِفُ
الْمِيعَادَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَعۡدَ ٱللَّهِ
حَقّٗاۚ وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلٗا﴾ [النساء: 122]،
وقَالَ: ﴿وَعۡدَ ٱللَّهِۖ
لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [الروم: 6]، وقال
تعالى: ﴿فَلَا تَحۡسَبَنَّ
ٱللَّهَ مُخۡلِفَ وَعۡدِهِۦ رُسُلَهُۥٓۚ﴾ [إبراهيم: 47]. فَهَذَا
مِمَّا يَجِبُ وُقُوعُهُ بِحُكْمِ الْوَعْدِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ.
وَتَنَازَعُوا:
هَلْ عَلَيْهِ وَاجِبٌ بِدُونِ ذَلِكَ؟
عَلَى
ثَلاَثَةِ أَقْوَالٍ - كَمَا تَقَدَّمَ.
قِيلَ:
لاَ يَجِبُ لأَِحَدِ عَلَيْهِ حَقٌّ بِدُونِ ذَلِكَ.
وَقِيلَ:
بَلْ يَجِبُ عَلَيْهِ وَاجِبَاتٌ وَيَحْرُمُ عَلَيْهِ مُحَرَّمَاتٌ بِالْقِيَاسِ
عَلَى عِبَادِهِ.
وَقِيلَ:
هُوَ أَوْجَبَ عَلَى نَفْسِهِ وَحَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ فَيَجِبُ عَلَيْهِ مَا
أَوْجَبَهُ عَلَى نَفْسِهِ وَيَحْرُمُ عَلَيْهِ مَا حَرَّمَهُ عَلَى نَفْسِهِ
كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ كَمَا تَقَدَّمَ.
**********
الشرح
قوله: «وَهُوَ الصَّادِقُ الَّذِي لاَ
يُخْلِفُ الْمِيعَادَ». كما في قوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن
تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٗاۚ
وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلٗا﴾ [النساء: 122]. وقوله
تعالى: ﴿وَعۡدَ ٱللَّهِۖ
لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ﴾ [الروم: 6] فالله جل وعلا إذا وعد لا يخلف وعده، بل قال
الله جل وعلا: ﴿وَمَنۡ أَوۡفَىٰ
بِعَهۡدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِۚ﴾ [التوبة: 111]، فهو لا يخلف وعده، أما الوعيد، فقد
يخلفه سبحانه وتعالى، ويتوب على الإنسان ويرحمه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد