×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

وقوله تعالى: ﴿فَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخۡلِفَ وَعۡدِهِۦ رُسُلَهُۥٓۚ [إبراهيم: 47]، الله جل وعلا وعد رسله بالنصر والتأييد على الكفرة والمشركين، فلا يخلف الله هذا الوعد، قال تعالى ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ [غافر: 51]، لا يخلف الله هذا الوعد.

قوله: «فَهَذَا مِمَّا يَجِبُ وُقُوعُهُ بِحُكْمِ الْوَعْدِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ». فإن قلت: لماذا حل بالمسلمين الآن ما حل بهم من تسلط الأعداء، وتفوقهم عليهم؟ نقول: هذا بسبب ذنوبهم ومعاصيهم، ولو يؤاخذهم الله بذنوبهم، لما بقي على وجه الأرض أحد، فهذا بسبب ذنوبهم، وإلا فالله لا يخلف وعده.

قوله: «وَتَنَازَعُوا: هَلْ عَلَيْهِ وَاجِبٌ بِدُونِ ذَلِكَ؟عَلَى ثَلاَثَةِ أَقْوَالٍ - كَمَا تَقَدَّمَ». تقدم أن من الناس من قال: إن العقل يوجب على الله. وهو قول المعتزلة، وهذا قول باطل.

والقول الثاني: لا حق على الله للعبد مطلقًا، وهذا أيضًا قول باطل.

الثالث: التفصيل، فيقال: للعباد حق على الله أوجبه هو على نفسه، وكتبه على نفسه تفضلاً منه، وليس لهم حق عليه أوجبوه هم أو فرضوه على الله جل وعلا، فلا بد من هذا التفصيل.

قوله: «وَقِيلَ: بَلْ يَجِبُ عَلَيْهِ وَاجِبَاتٌ وَيَحْرُمُ عَلَيْهِ مُحَرَّمَاتٌ بِالْقِيَاسِ عَلَى عِبَادِهِ». هذا قول المعتزلة.

قوله: «وَقِيلَ: هُوَ أَوْجَبَ عَلَى نَفْسِهِ وَحَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ». هذا هو الصحيح، وسبق بيانه، ولكن أعاده الشيخ للمناسبة.


الشرح