بأعماله الصالحة، ولا يسأله بأعمال غيره له ولا تنفعه، والله سبحانه وتعالى
قال: ﴿تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ
لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسَۡٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ
يَعۡمَلُونَ﴾ [البقرة: 134]، فكل له عمل، فلا تتعلق على عمل غيرك
أبدًا، كأن تعتمد على أن أباك من الصالحين، أو قريبك أو عمك أو خالك من الصالحين،
قال تعالى: ﴿يَوۡمَ يَفِرُّ
ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِيهِ ٣٤وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ ٣٥وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ ٣٦لِكُلِّ
ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ يَوۡمَئِذٖ شَأۡنٞ يُغۡنِيهِ ٣٧﴾ [عَبَسَ: 34-37]،
كل مشغول بنفسه، ولا أحد يلوي على أحد، فاستحضر هذا الموقف، واستعد له بالعمل
الصالح، ولا تتكل على صلاح فلان وفلان، فلا تسأل الله بصلاح الناس وإنما اسأله
بأعمالك الصالحة.
وفي هذا رد على الذين يتعلقون بالأولياء والصالحين، ويعكفون عند قبورهم،
ويقولون: هؤلاء صالحون، ولهم عند الله جاه، ولهم عند الله منزلة، ونحن نسأل الله
بصلاحهم وجاههم. وهذا شيء باطل؛ لأنه لا علاقة للعبد بعمل غيره، إنما علاقته بعمله
هو فقط، فلماذا لا يدعو الله هو، ولماذا لا يعمل أعمالاً صالحة تلحقه بهؤلاء؟ ولم
يمنعه أحد من ذلك، إنما هو الذي منع نفسه، فبدل أن يذهب للقبر ويفني وقته في الشرك
بالله، هذه مساجد الله مفتوحة؛ يدخل ويصلي، ويعتكف، ويقرأ القرآن، ويذكر الله،
ويدعو الله عز وجل، ويعمر مساجد الله بالطاعة؛ لأن هذا هو المجدي والنافع بإذن
الله.
قوله: «فَإِنَّ ذَلِكَ اسْتَحَقَّ مَا
اسْتَحَقَّهُ بِمَا يَسَّرَهُ اللَّهُ لَهُ مِنْ الإِْيمَانِ وَالطَّاعَةِ.
وَهَذَا لاَ يَسْتَحِقُّ مَا اسْتَحَقَّهُ ذَلِكَ». فلا أحد من العباد يستحق
على الله شيئًا بعمل فلان، وما يستحقه على الله بموجب وعد الله له، فهو سبحانه لا
يخلف وعده، فليتقرب إلى الله بعمله، والله جل وعلا يقول في
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد