×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 الحديث القدسي: «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ» ([1]). انظر عملك أنت، واجتهد في الفرائض والنوافل، ولا تتعلق على فلان وفلان، وأناس خلوا ومضوا؛ لأن هذا لا ينفعك أبدًا.

قوله: «فَلَيْسَ فِي إكْرَامِ اللَّهِ لِذَلِكَ سَبَبٌ يَقْتَضِي إجَابَةَ هَذَا». كون الله أكرم هذا الرسول، أو هذا الولي، وتفضل عليه، فهذا حق، ولكن أنت علاقتك به؟ هذا عمله هو، والمشروع أن تتوسل بعملك أنت لا بعمل غيرك، لا بصلاح الصالحين، وإيمان المؤمنين، إنما تسأل الله بصلاحك، وبإيمانك، وبعملك الصالح، فلا تتكل على أعمال غيرك وصلاح غيرك؛ لأن الله جل وعلا قد قال: ﴿تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡ‍َٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [البقرة: 134]، لماذا لا تصلح أنت، وتحسن أعمالك، وتخلص توحيدك، وتدعو الله بذلك؟ هذ هو الطريق الصحيح، ولا تعتمد على صلاح فلان، أو عمل فلان.

قوله: «وَإِنْ قَالَ: السَّبَبُ هُوَ شَفَاعَتُهُ وَدُعَاؤُهُ». لا أحد يشفع عند الله إلا بإذنه، والميت لا يقدر أن يدعو؛ لأن عمله انقطع، فهو لا يقدر أن يقضي حاجته أو يدعو لنفسه؛ لأنه ميت هامد، بل هو الذي بحاجة إليك أن تدعو له، وتستغفر له، وتتصد عنه؛ لأنه انقطع عمله، أما أن


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6502).