قوله: «وَأَمَّا إجَابَةُ السَّائِلِينَ
فَعَامٌّ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يُجِيبُ دَعْوَةَ الْمُضْطَرِّ وَدَعْوَةَ الْمَظْلُومِ
وَإِنْ كَانَ كَافِرًا». ثلاثة يجيب الله دعوتهم ولو كانوا كفرة:
الأول: المضطر، فإن الكفار إذا اضطروا ودعوا الله أجابهم، قال تعالى: ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ
إِذَا دَعَاهُ﴾ [النمل: 62]، وإذا كانوا في البحر تتقاذفهم الأمواج
ويخشون الهلاك، ثم سألوا الله مخلصين له الدين، فإن الله يجيبهم وينجيهم.
الثاني: المظلوم تُستجاب دعوته ولو كان كافرًا؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال
لمعاذ لمَّا أرسله إلى نصارى نجران: «وَاتَّقِ
دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ» ([1]).
وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ دَاعٍ يَدْعُو اللَّهَ بِدَعْوَةِ لَيْسَ فِيهَا إثْمٌ وَلاَ قَطِيعَةُ رَحِمٍ إلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إحْدَى خِصَالٍ ثَلاَثٍ: إمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَ لَهُ مِنْ الْخَيْرِ مِثْلَهَا وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ الشَّرِّ مِثْلَهَا». هذا فيه أن الداعي إذا دعا الله عز وجل مؤمنًا به، فإن الله لا يضيع دعوته؛ لأن الله قال: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ﴾ [غافر: 60]، فوعد أن يستجيب، وهو سبحانه لا يخلف وعده، فإذا توفرت شروط قبول الدعاء، فإن الله لا يضيع هذه الدعوة، ولكنه جل وعلا يختار للداعي ما هو خير له، إن كان الخير أن يُعجل له دعوته عجلها، وإن كان الخير أن يعطيه غيرها أحسن منها فعل، فهو جل وعلا يعمل مصلحة الداعي، إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يعطيها خيرًا منها، وإما، يصرف عنه من الشر مثلها، وذلك إذا توافرت فيها شروط الإجابة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1496)، ومسلم رقم (19).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد