×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

«يَا سَيِّدِي»؛ لأن السيادة لله عز وجل، فهو يكره أن يُقال للشخص: يا سيد، أو يا سيدي؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قالوا له: يَا خَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا، وَيَا سَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَسْتَهْوِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللَّهُ» ([1]). وفي رواية: «السَّيِّدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» ([2]). فمالك يكره كلمة سيد، فكيف يجيز السؤال بالرسول صلى الله عليه وسلم.

قوله: «قُلْ كَمَا قَالَتْ الأَْنْبِيَاءُ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا كَرِيمُ». الله هو السيد سبحانه، ولكن لا يُسأل بهذا اللفظ، قل: يا رب، فهذه دعوة الأنبياء، أما لفظة السيد وإن كانت ثابتة لله ومن أسمائه، لكن لا يُسأل بها؛ لأن هذا شيء لم يرد، وكذلك في الحديث: الذي «يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ»، يقول: «يَا رَبِّ، يَا رَبِّ» ([3]).

فالدعاء بالربوبية أكمل من الدعاء بالسيد، وهذا شيء غير معروف.

قوله: «وَكَرِهَ أَيْضًا أَنْ يَقُولَ: يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِمَأْثُورِ عَنْهُ». ليس بمأثور عن مالك رحمه الله أن يُقال: يا حنان يا منان، كما أنه لا يقول: يا سيدي يا سيدي، وإنما يُدعى الله سبحانه وتعالى بقول: يا رب.

والمنان ثابت أنه من أسماء الله، لكن الحنان لم يثبت.


الشرح

([1])  أخرجه: النسائي في الكبرى رقم (10006)، وأحمد رقم (12551)، والبيهقي في الشعب رقم (4529).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (4806)، وأحمد رقم (16307)، وابن الجعد في مسنده (3290).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (1015).