«يَا
سَيِّدِي»؛ لأن السيادة لله عز وجل، فهو يكره أن يُقال للشخص: يا سيد، أو يا سيدي؛
لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قالوا له: يَا خَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا،
وَيَا سَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَسْتَهْوِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ،
أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَاللَّهِ مَا
أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللَّهُ» ([1]). وفي رواية: «السَّيِّدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى»
([2]). فمالك يكره كلمة
سيد، فكيف يجيز السؤال بالرسول صلى الله عليه وسلم.
قوله: «قُلْ كَمَا قَالَتْ
الأَْنْبِيَاءُ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا كَرِيمُ». الله هو السيد سبحانه،
ولكن لا يُسأل بهذا اللفظ، قل: يا رب، فهذه دعوة الأنبياء، أما لفظة السيد وإن
كانت ثابتة لله ومن أسمائه، لكن لا يُسأل بها؛ لأن هذا شيء لم يرد، وكذلك في
الحديث: الذي «يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ
أَغْبَرَ»، يقول: «يَا رَبِّ، يَا
رَبِّ» ([3]).
فالدعاء بالربوبية أكمل من الدعاء بالسيد، وهذا شيء غير معروف.
قوله: «وَكَرِهَ أَيْضًا أَنْ يَقُولَ:
يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِمَأْثُورِ عَنْهُ». ليس بمأثور
عن مالك رحمه الله أن يُقال: يا حنان يا منان، كما أنه لا يقول: يا سيدي يا سيدي،
وإنما يُدعى الله سبحانه وتعالى بقول: يا رب.
والمنان ثابت أنه من أسماء الله، لكن الحنان لم يثبت.
([1]) أخرجه: النسائي في الكبرى رقم (10006)، وأحمد رقم (12551)، والبيهقي في الشعب رقم (4529).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد