×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 فَإِذَا كَانَ مَالِكٌ يَكْرَهُ مِثْلَ هَذَا الدُّعَاءِ إذْ لَمْ يَكُنْ مَشْرُوعًا عِنْدَهُ فَكَيْفَ يَجُوزُ عِنْدَهُ أَنْ يُسْأَلَ اللَّهُ بِمَخْلُوقِ نَبِيًّا كَانَ أَوْ غَيْرَهُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ الصَّحَابَةَ لَمَّا أَجْدَبُوا عَامَ الرَّمَادَةِ لَمْ يَسْأَلُوا اللَّهَ بِمَخْلُوقِ لاَ نَبِيٍّ وَلاَ غَيْرِهِ بَلْ قَالَ عُمَرُ: «اللَّهُمَّ إنَّا كُنَّا إذَا أَجْدَبْنَا نَتَوَسَّلُ إلَيْك بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْك بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا. فَيُسْقَوْنَ» ([1]).

وَكَذَلِكَ ثَبَتَ فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» عَنْ ابْنِ عُمَرَ ([2]) وَأَنَسٍ وَغَيْرِهِمَا أَنَّهُمْ كَانُوا إذَا أَجْدَبُوا إنَّمَا يَتَوَسَّلُونَ بِدُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَاسْتِسْقَائِهِ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ كَانَ فِي حَيَاتِهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى بِمَخْلُوقِ لاَ بِهِ وَلاَ بِغَيْرِهِ لاَ فِي الاِسْتِسْقَاءِ وَلاَ غَيْرِهِ وَحَدِيثُ الأَْعْمَى سَنَتَكَلَّمُ عَلَيْهِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

**********

الشرح

قوله: «فَإِذَا كَانَ مَالِكٌ يَكْرَهُ مِثْلَ هَذَا الدُّعَاءِ إذْ لَمْ يَكُنْ مَشْرُوعًا عِنْدَهُ فَكَيْفَ يَجُوزُ عِنْدَهُ أَنْ يُسْأَلَ اللَّهُ بِمَخْلُوقِ نَبِيًّا كَانَ أَوْ غَيْرَهُ». إذا كان مالك لا يجيز دعاء الله ببعض أسمائه كالسيد، والمنان والحنان، مع أن المنان، والسيد من أسماء الله؛ لأن هذا لم يرد في الأدعية الثابتة، فلئن يكره السؤال بالنبي وغيره من باب أولى.

قوله: «وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ الصَّحَابَةَ لَمَّا أَجْدَبُوا عَامَ الرَّمَادَةِ لَمْ يَسْأَلُوا اللَّهَ بِمَخْلُوقِ». انحبس المطر عن الناس في عام الرمادة، فأجدبت الأرض، واحتاج الناس إلى الغيث، فاستسقوا؛ إحياء لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يأتون إليه، ويقولون: ادع الله


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1010).

([2])  أخرج البخاري رقم (1009).