قوله: «فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ حميد
الرَّازِيَّ لَمْ يُدْرِكْ مَالِكًا لاَ سِيَّمَا فِي زَمَنِ أَبِي جَعْفَرٍ
الْمَنْصُورِ». فكيف يُحدث عن مالك وهو لم يدركه؟ هذا الانقطاع.
قوله: «فَإِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ
تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ». وهو في طريقه
للحج.
قوله: «وَتُوُفِّيَ مَالِكٌ سَنَةَ
تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ». أي: متأخر عنه.
قوله: «وَتُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ حميد
الرَّازِي سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ». أي: متأخر عن مالك.
قوله: «وَهُوَ مَعَ هَذَا ضَعِيفٌ
عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْحَدِيثِ». أي: حتى لو اتصل السند، فهذه حال الراوي
عن مالك رحمه الله.
قوله: «وَفِي الإِْسْنَادِ أَيْضًا مَنْ
لاَ تُعْرَفُ حَالُهُ». هذا مع الانقطاع، ومع حال الراوي، أيضًا: فيه رجال
مجاهيل لا يُعرف حالهم، فهذا إسناد هذه القصة التي قال فيها مالك لأبي جعفر: «وَلِمَ تَصْرِفُ وَجْهَك عَنْهُ وَهُوَ
وَسِيلَتُك وَوَسِيلَةُ أَبِيك آدَمَ عليه السلام إلَى اللَّهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ؟» واستدل بقول الله تعالى: ﴿وَلَوۡ
أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ جَآءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسۡتَغۡفَرَ
لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابٗا رَّحِيمٗا﴾ [النساء: 64]، فهل
مالك يستدل هذا الاستدلال؟ هل مالك يرى أنه يؤتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في
قبره ويُطلب منه الاستغفار كما لو كان حيًّا؟! حاشا وكلا.
قوله: «وَأَصْحَابُ مَالِكٍ
مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهُ بِمِثْلِ هَذَا النَّقْلِ لاَ يَثْبُتُ عَنْ مَالِكٍ
قَوْلٌ لَهُ فِي مَسْأَلَةٍ فِي الْفِقْهِ». لا يثبتون بمثل هذا النقل مسألة
في الفقه، فكيف بالعقيدة؟
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد