×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

قوله: «فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ حميد الرَّازِيَّ لَمْ يُدْرِكْ مَالِكًا لاَ سِيَّمَا فِي زَمَنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ». فكيف يُحدث عن مالك وهو لم يدركه؟ هذا الانقطاع.

قوله: «فَإِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ». وهو في طريقه للحج.

قوله: «وَتُوُفِّيَ مَالِكٌ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ». أي: متأخر عنه.

قوله: «وَتُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ حميد الرَّازِي سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ». أي: متأخر عن مالك.

قوله: «وَهُوَ مَعَ هَذَا ضَعِيفٌ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْحَدِيثِ». أي: حتى لو اتصل السند، فهذه حال الراوي عن مالك رحمه الله.

قوله: «وَفِي الإِْسْنَادِ أَيْضًا مَنْ لاَ تُعْرَفُ حَالُهُ». هذا مع الانقطاع، ومع حال الراوي، أيضًا: فيه رجال مجاهيل لا يُعرف حالهم، فهذا إسناد هذه القصة التي قال فيها مالك لأبي جعفر: «وَلِمَ تَصْرِفُ وَجْهَك عَنْهُ وَهُوَ وَسِيلَتُك وَوَسِيلَةُ أَبِيك آدَمَ عليه السلام إلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟» واستدل بقول الله تعالى: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ جَآءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابٗا رَّحِيمٗا [النساء: 64]، فهل مالك يستدل هذا الاستدلال؟ هل مالك يرى أنه يؤتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في قبره ويُطلب منه الاستغفار كما لو كان حيًّا؟! حاشا وكلا.

قوله: «وَأَصْحَابُ مَالِكٍ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهُ بِمِثْلِ هَذَا النَّقْلِ لاَ يَثْبُتُ عَنْ مَالِكٍ قَوْلٌ لَهُ فِي مَسْأَلَةٍ فِي الْفِقْهِ». لا يثبتون بمثل هذا النقل مسألة في الفقه، فكيف بالعقيدة؟


الشرح