قوله: «بَلْ إذَا رَوَى عَنْهُ
الشَّامِيُّونَ...». أي: علماء الشام «ضَعَّفُوا
رِوَايَةَ هَؤُلاَءِ». فلا يقبلون رواية علماء الشام عن مالك.
قوله: «وَإِنَّمَا يَعْتَمِدُونَ عَلَى
رِوَايَةِ الْمَدَنِيِّينَ وَالْمِصْرِيِّينَ». لأن مالكًا رحمه الله
بالمدينة، فيعتمدون الرواية عن مالك من أهل المدينة؛ لأنهم في بلده.
قوله: «فَكَيْفَ بِحِكَايَةِ تُنَاقِضُ
مَذْهَبَهُ الْمَعْرُوفَ عَنْهُ مِنْ وُجُوهٍ رَوَاهَا وَاحِدٌ مِنْ
الْخُراسانِيِّينَ لَمْ يُدْرِكْهُ وَهُوَ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ؟».
فإذا كانوا لا يقبلون رواية أهل الشام عن مالك، فكيف يقبلون رواية الخراساني عن
مالك؟ هذا بعيد كل البعد؛ بعيد في البلد، وبعيد في الزمن أيضًا.
قوله: «مَعَ أَنَّ قَوْلَهُ: «وَهُوَ وَسِيلَتُك
وَوَسِيلَةُ أَبِيك آدَمَ عليه السلام إلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
إنَّمَا يَدُلُّ عَلَى تَوَسُّلِ آدَمَ وَذُرِّيَّتِهِ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَهَذَا هُوَ التَّوَسُّلُ بِشَفَاعَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». لأن وسيلة أبيه
آدم لا تكون الآن، وإنما في يوم القيامة حينما يكون الرسول صلى الله عليه وسلم
حيًّا فيشفع في أهل الموقف، فيطلبون منه الشفاعة في فصل القضاء بين العباد، وهذا
يختلف عن أمر الدنيا بعد موته صلى الله عليه وسلم، فقد كان يُطلب منه في الدنيا
وهو على قيد الحياة، وسوف يُطلب منه في الآخرة إذا بعثه الله، ولكن لا يُطلب منه
في الدنيا بعد موته؛ لأن هذا باطل.
ولم يقل الإمام مالك رحمه الله: «وَهُوَ
وَسِيلَتُك وَوَسِيلَةُ أَبِيك آدَمَ» وسكت، بل قال: «يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، أي: بعدما يُبعث الرسول صلى الله عليه وسلم،
فهناك فرق بين هذا وهذا.
قوله: «إنَّمَا يَدُلُّ عَلَى تَوَسُّلِ
آدَمَ وَذُرِّيَّتِهِ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهَذَا هُوَ التَّوَسُّلُ
بِشَفَاعَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». حينما يُطلب منه الشفاعة العظمى بفصل
القضاء للخلائق.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد