«اشْتَدَّ
غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ». أي: يصلون عندها،
ويبنون عليها المساجد؛ لأن هذا وسيلة إلى الشرك بالله عز وجل.
ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله:
فَأجَابَ رَبُّ الْعَالَمِينَ دُعَاءَهُ |
وَأَحَاطَهُ بِثَلاَثَة الجُدْرَانِ |
حَتَّى غَدَتْ أَرْجَاؤُهُ بِدُعَائِهِ |
فِي عِزَّةٍ وَحِمَايَةٍ وَصِيَانِ |
أي: استجاب الله دعاءه.
فقُبر صلى الله عليه وسلم في بيته في حجرة عائشة رضي الله عنها، قالت: «ولَوْلاَ ذَلِكَ لَأُبْرِزَ قَبْرُهُ ولكن
كره أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا» ([1]). أي: لو دُفن
الرسول صلى الله عليه وسلم بارزًا يراه الناس في البقيع لفتنوا بقبره، وجعلوه مصلى
يصلون عنده، ولذلك حماه الله، فيسر وألهم الصحابة أن يدفنوه في الحجرة، وقد جاء في
حديث: «لَنْ يُقْبَرَ نَبِيٌّ إِلاَّ
حَيْثُ يَمُوتُ» ([2])، فدُفن صلى الله
عليه وسلم تحت الفراش الذي توفي عليه صلى الله عليه وسلم، وحفروا له تحت الفراش
الذي كان يُمرض فيه صلى الله عليه وسلم، وهذا من لطف الله جل وعلا وإجابته لدعاء
النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: «لاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا».
أي: تعتادون وتكررون وتجلسون عنده كلما دخلتم أو أردتم الخروج، وهذا من اتخاذه
عيدًا، وهو عيد مكاني، مثل: العيد الزماني الذي يتكرر في الأسبوع أو الشهر أو
السنة.
قوله: «قَالَ: وَمِنْ كِتَابِ أَحْمَدَ بْنِ شُعْبَةَ فِيمَنْ وَقَفَ بِالْقَبْرِ لاَ يَلْتَصِقُ بِهِ وَلاَ يَمَسُّهُ وَلاَ يَقِفُ عِنْدَهُ طَوِيلاً». لا أحد يصل إلى القبر الآن، ولكن لا يتمسح بجدران الحجرة والشبابيك، كما يفعله الجهال
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1330)، ومسلم رقم (529).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد