وَأَمَّا الأَْكْثَرُونَ فَيَقُولُونَ:
هُوَ طَاعَةٌ لِلَّهِ وَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ
فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلاَ يَعْصِهِ» ([1]).
وَأَمَّا
السَّفَرُ إلَى زِيَارَةِ قُبُورِ الأَْنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ فَلاَ يَجِبُ
بِالنَّذْرِ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ لأَِنَّهُ لَيْسَ بِطَاعَةِ فَكَيْفَ يَكُونُ
مَنْ فَعَلَ هَذَا كَوَاحِدِ مِنْ أَصْحَابِهِ ؟
وَهَذَا
مَالِكٌ كَرِهَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: زُرْت قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم وَاسْتَعْظَمَهُ.
وَقَدْ
قِيلَ: إنَّ ذَلِكَ كَكَرَاهِيَةِ زِيَارَةِ الْقُبُورِ.
وَقِيلَ:
لأَِنَّ الزَّائِرَ أَفْضَلُ مِنْ الْمَزُورِ.
وَكِلاَهُمَا
ضَعِيفٌ عِنْدَ أَصْحَابِ مَالِكٍ.
وَالصَّحِيحُ:
أَنَّ ذَلِكَ لأَِنَّ لَفْظَ زِيَارَةِ الْقَبْرِ مُجْمَلٌ يَدْخُلُ فِيهَا
الزِّيَارَةُ الْبِدْعِيَّةُ الَّتِي هِيَ مِنْ جِنْسِ الشِّرْكِ فَإِنَّ
زِيَارَةَ قُبُورِ الأَْنْبِيَاءِ وَسَائِرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى وَجْهَيْنِ
كَمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ: زِيَارَةٌ شَرْعِيَّةٌ وَزِيَارَةٌ بِدْعِيَّةٌ.
**********
الشرح
قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ
فَلاَ يَعْصِهِ». والسفر للصلاة في المساجد الثلاثة سفر للطاعة، وقد نذره،
فيجب عليه.
قوله: «وَأَمَّا السَّفَرُ إلَى زِيَارَةِ قُبُورِ الأَْنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ فَلاَ يَجِبُ بِالنَّذْرِ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ». لأنه نذر معصية، فلو نذر أن يسافر لزيارة قبر علي في الكوفة، أو قبر الحسين في كربلاء، أو قبر عبد القادة الجيلاني
([1]) تقدم تخريجه قريبًا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد