قوله: «رَأَى رَجُلاً يُكْثِرُ
الاِخْتِلاَفَ إلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ». أي: يتردد على
قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب من
ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب، روى هذا الحديث عن جده رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنه قال: «صَلُّوا عَلَيَّ حَيْثُ
كُنْتُمْ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي»، فاستدل به على هذا الرجل الذي
يكرر المجيء لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول: لا حاجة إلى أن تأتي وقصدك
الصلاة والسلام على الرسول، ففي أي مكان سيصل إليه سلامك وصلاتك على النبي صلى
الله عليه وسلم.
ثم قَالَ لَهُ: «فَمَا أَنْتَ
وَرَجُلٌ بِالأَْنْدَلُسِ». الأندلس في الغرب من بلاد أوروبا، وتسمى الآن
إسبانيا، وقد كانت في ذلك العهد تحت ولاية المسلمين، «مِنْهُ إلاَّ سَوَاءٌ»، أي: الذي يصلي عليه في الأندلس والذي يصلي
عليه في المدينة سواء، كل يبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا حاجة إلى المجيء
إلى قبره وهذا من فقهه رحمه الله.
قوله: «وَرُوِيَ هَذَا الْمَعْنَى عَنْ
عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَالِبٍ». كذلك روي عن الحسن بن علي بن أبي طالب، وروي عن أخيه الحسين
بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما سيدا شباب أهل الجنة ([1])، روياه عن جدهما
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله: «ذَكَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ المقدسي الْحَافِظُ فِي مُخْتَارِهِ الَّذِي هُوَ أَصَحُّ مِنْ «صَحِيحِ الْحَاكِمِ»». كتاب «الأحاديث المختارة» للضياء المقدسي بن عبد الواحد الحنبلي كتاب جيد، يقول الشيخ هنا: «هُوَ أَصَحُّ مِنْ «صَحِيحِ الْحَاكِمِ»»؛ لأن الأحاديث التي فيه منتقاة وجيدة الأسانيد، ولذلك سماها المختارة، وهو مطبوع والحمد لله وموجود.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3768)، وابن ماجه رقم (118)، وأحمد رقم (10999).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد