الناس إلى الرسول صلى الله
عليه وسلم يطلبون منه الشفاعة في أن يفصل الله بينهم، ويريحهم من الموقف، وهي
الشفاعة العظمى، فلو كان السند قويًّا فُسر بهذا، ولكنها مكذوبة على مالك كما قرر
الشيخ رحمه الله.
قوله: «وَهَذَا حَقٌّ كَمَا تَوَاتَرَتْ
بِهِ الأَْحَادِيثُ». فكانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو حي يطلبون
منه الدعاء والاستغفار، وأما بعد موته فلم يفعلوا هذا، وكذلك يطلبون منه ذلك يوم
القيامة؛ لأنه حي صلى الله عليه وسلم، وطلب الدعاء والاستغفار من الحي الحاضر
مشروع.
قوله: «لَكِنْ إذَا كَانَ النَّاسُ
يَتَوَسَّلُونَ بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا كَانَ
أَصْحَابُهُ يَتَوَسَّلُونَ بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ فِي حَيَاتِهِ». تقدم
أنه ليس المقصود التوسل بشخصه أو بذاته؛ لأن هذا معناه الإقسام به على الله، وهذا
لا يجوز، وإنما المراد التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم.
قوله: «فَنَظِيرُ هَذَا - لَوْ كَانَتْ
الْحِكَايَةُ صَحِيحَةً - أَنْ يُطْلَبَ مِنْهُ الدُّعَاءُ وَالشَّفَاعَةُ فِي
الدُّنْيَا عِنْدَ قَبْرِهِ. وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذَا لَمْ يَأْمُرْ بِهِ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَلاَ سَنَّهُ لأُِمَّتِهِ وَلاَ فَعَلَهُ أَحَدٌ
مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ». أما أن القصة تدل على
فعل ذلك عند قبره، فهذا باطل؛ لأن هذا شيء لم يفعله الصحابة عند قبره صلى الله
عليه وسلم، وهم أعلم الأمة بما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأعلم الأمة
بشريعة الله التي تلقوها عن نبيه صلى الله عليه وسلم، وفعلهم حجة، وتركهم هذا يدل
على أنه لا يجوز، حتى لما أجدبوا لم يذهبوا إلى القبر ويقولوا: يا رسول الله، ادع
الله أن يسقينا. كما كانوا يقولون ذلك في حياته صلى الله عليه وسلم، وإنما طلبوا
من العباس؛ لأنه معهم حاضر حي، وعدلوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فدل على أن
الرسول بعد موته لا يُطلب منه شيء.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد