وقوله: «وَالْمُتَصَوِّفَةِ»
هم الذين يعبدون الله على غير طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسبق أنهم يقولون:
نحن نعرف الحق، ونأخذ عن الله مباشرة، ولسنا بحاجة إلى اتباع الرسل، فالرسل للعوام
فقط، أما نحن فخواص، وصلنا إلى الله، فنأخذ عن الله مباشرة، أو يقولون: لا حاجة
إلى أن تدرس الكتاب والسنة، لا تفني وقتك في التفقه، سيأتيك العلم من الله دون أن
تدرس في الحلقة، أو تأخذ عدة سنين في المراحل الدراسية، اتبع طريقتنا ويأتيك العلم
ويفيض عليك من الله عز وجل، هذه طريقة الصوفية.
قوله: «مِثْلِ مَنْ وَضَعَ«الْمُحْدَثَ»وَ«الْمَخْلُوقَ»وَ«الْمَصْنُوعَ»عَلَى مَا هُوَ مَعْلُولٌ وَإِنْ كَانَ عِنْدَهُ
قَدِيمًا أَزَلِيًّا وَيُسَمِّي ذَلِكَ«الْحُدُوثَ
الذَّاتِيَّ»». ألفاظ أحدثوها: المحدث، والمخلوق، والمصنوع، والجسم، والعرض،
والجوهر، كلها اصطلاحات من عندهم، ليس من هذه المسميات شيء في الأدلة الشرعية.
قوله: «ثُمَّ يَقُولُ: نَحْنُ نَقُولُ
إنَّ الْعَالَمَ مُحْدَثٌ وَهُوَ مُرَادُهُ». الفلاسفة عندهم أن العالم قديم
لا بداية له وليس محدثًا، لا يعتقدون أن الله جل وعلا هو الذي خلق هذه الأشياء
وأوجدها بعد أن كانت عدمًا، ويقولون: هي قديمة. لكن يضعون ألفاظًا يروجون بها على
الناس، ويغطون بها عقيدتهم الباطلة، وهي القول بقدم العالم، ويريدون محدثًا قديمًا
أو مصنوعًا قديمًا ليس له بداية، فإذا سمعهم الإنسان ظن أنهم يعتقدون أنها محدثة
أو مصنوعة، فيصدقهم، وهم يريدون الخداع بذلك، وإلا هم يرون قدم العالم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد