فتبنى هذا الفكر الفلسفي، ويرى أن الملائكة هي العوارض النفسية، وأن
الأفكار التي تأتي على الإنسان والهواجس إذا كانت طيبة فهي ملائكة، أما إذا كانت
سيئة فهي شياطين، ونقل هذا عنه محمد عبده، ونقله محمد عبده صاحب «المنار» تلميذ محمد عبده، فهذا الكلام
الباطل موجود في «تفسير المنار»، عند
قوله تعالى: ﴿وَإِذۡ قَالَ
رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ﴾ [البقرة: 30]،
فينبغي التنبه لمثل هذه الأمور المدسوسة.
قوله: «قُوَى النَّفْسِ»، فيقولون:
القوى الشريرة هذه شياطين، والقوى الطيبة هذه ملائكة، لا أن هناك مخلوقات تسمى
الملائكة، ومخلوقات تسمى الشياطين، أين هذا من قول الله تعالى: ﴿وَخَلَقَ ٱلۡجَآنَّ مِن
مَّارِجٖ مِّن نَّارٖ﴾ [الرحمن: 15]، وقوله: ﴿خَلَقۡتَنِي
مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ﴾ [الأعراف: 12].
قوله: «ثُمَّ يَقُولُونَ: نَحْنُ
نُثْبِتُ مَا أَخْبَرَتْ بِهِ الأَْنْبِيَاءُ». هل الأنبياء أخبرت بهذا؟ هؤلاء
كذبة، وأعداء للأنبياء، ولكنهم يريدون الترويج على الناس.
قوله: «وَأَقَرَّ بِهِ جُمْهُورُ
النَّاسِ مِنْ الْمَلاَئِكَةِ وَالْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ». وهم كذبة لا يرون
أن هناك جنًّا، ولا يرون أن هناك شياطين، ولا يرون أن هناك ملائكة، بل لا يؤمنون
بالغيب أصلاً، وربما لا يؤمنون بالله جل وعلا، وإنما يتظاهرون بهذه الأشياء،
ويقولون: نحن نؤمن بالأنبياء والملائكة، ولكن يؤمنون بالملائكة على اعتبار ما
يرونه هم، لا على اعتبار ما جاء في القرآن، فهم ينزلون القرآن - كما ذكر الشيخ
سابقًا - على أفكارهم، ويفسرونه بأفكارهم، ويقولون: نحن لم نخالف القرآن.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد